عرض مشاركة واحدة
قديم 25/12/2008   #3
شب و شيخ الشباب عطر سوريا
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عطر سوريا
عطر سوريا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
صرنا جوا القبر
مشاركات:
1,479

إرسال خطاب ICQ إلى عطر سوريا إرسال خطاب MSN إلى عطر سوريا
افتراضي تتمة


غادرنا عائلة الشيخ أبو قاسم العفلق، لننتقل إلى حكاية جولانية أخرى، عمدتها الدماء، وفجعتها تلك الحرب. أرملة المرحوم فارس احمد المقت تعيش تلك الحرب حتى اليوم. تحاول جاهدة أن تتذكر اليوم الذي استشهد فيه زوجها:
"
عاد من "المرج" قبل الوقت المعتاد، حيث كنا في أوج التحضيرات لعرس ابنتنا، الذي كان من المقرر أن يكون في منتصف تشرين. اغتسل و ما أن جلس حتى سمعنا صوت قذائف وطائرات. انتفض من مكانه فورا ليرى ماذا يحدث؟ وحين خرج من الغرفة أصيب بيتنا بشظية لا نعرف مصدرها. على الفور طلب مني إخراج الأولاد من البيت، والذهاب إلى بيت سلفي، لأن بيتهم من الحجر القوي. حملت البنت مسرعة، لأهدئ من خوفها وبكائها، وذهبت إلى بيت سلفي. كانت الضربة قد أصابت الأرضية القديمة، وأحدثت ثغرة فيها وسط كثافة من الدخان. فارس التحق بنا، وهو يطلب من الجيران الدخول إلى بيوتهم، وحماية أولادهم. دخل إلى الغرفة التي جلسنا بها، نحن وبيت سلفي، وانضم الينا أسلافي الآخرين. لم يمض وقت طويل حتى جاءت الضربة الثانية، كانت قذيفة قرب البيت عند بيت سلفي، تطايرت شظاياها، واخترق الحائط الحجري للغرفة التي كنا نجلس بها. كانت الإصابة في ظهره مباشرة. لم نعرف أن فارس أصيب إلا حين رأينا الدم يجري تحته. اقترب سلفي منه ليساعده، وكلما حركه ازداد جريان الدم من ظهرة وفمه وصدره. أسلافي هرعوا إلى عائلاتهم للاطمئنان عليهم، ويخبروا والدهم بإصابة فارس القاتلة. كنا نعرف انه قد انتهى. لفظ أنفاسه الأخيرة قبل مغادرة إخوته. لم نستطع فعل أي شيء. بقى ممدداً في نفس الغرفة، بعد أن حقن عدة رجال تدفق الدم من جسمه. بقى هكذا حتى صبيحة اليوم الثاني. فالقصف كان شديدا، والناس خائفة داخل بيوتها لا تعرف مادا تفعل. خاصة وان الناس تتراكض للوصول إلى بيوتها بعد عودتهم من "المرج"، حيث كان موسم قطاف التفاح في أوجه. بنفس اليوم استشهد عدة أشخاص من البلدة. كان عمره 52 عاماً. أتذكر جيداً آخر حديث له مع إخوته. سأله أحدهم: "كم عمرك يا فارس؟". وأجابه: "بالضبط 52 عاماً"، ولم تمض دقائق معدودة حتى انتهى عمره. في اليوم التالي جاء بعض الأقارب قبل طلوع الشمس، وأخذوه إلى المقبرة بسرعة. لم تكن طقوس جنازة في ذاك الوقت، فقط بعد انتهاء الحرب أتى الناس وقدموا التعازي. افتقدناه كثيراً بعد الحرب، فهو سند البيت ومعيله. سليم ابني البكر ملأ هذا الفراغ الذي تركه فارس، لكن يا حسرة قلبي عليه، لم تمض عدة سنوات إلا وقتل هو الآخر بحادث طرق، وبقيت أنا مع الأولاد، أتولى عنايتهم وتربيتهم.
الشهداء الذين سقطوا أثناء حرب تشرين 1973:
1- محمد شمس: من بلدة مجدل شمس- (مواليد 1933). استشهد أثناء استهداف المنطقة بقصف مدفعي في تاريخ 6/10/1973.
2- أسد شمس: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1949). استشهد أثناء ء تعرض المنطقة إلى قصف المدفعية في تاريخ 6/10/1973 3— عقاب شمس: من بلدة مجدل شمس (مواليد1955). استشهد أثناء تعرض المنطقة إلى قصف المدفعية في تاريخ 6/10/1973 4- نور الدين قاسم أحمد الصفدي: استشهد أثناء تعرض المنطقة إلى قصف المدفعية في تاريخ 6/10/1973 5 - فارس أحمد المقت: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1920). استشهد داخل منزله في تاريخ 17/10/1973، جراء سقوط قذيفة على منزله.
6- أمال السيد احمد الشوفي: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1953). استشهدت داخل منزلها ، واصيب ابنها البالغ من العمر 4 اشهر بإصابات بالغة.في تاريخ 6/10/1973.
7- محمود شبلي أيوب: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1931). استشهد في تاريخ 8/ 10/ 1973 شرقي مجدل شمس، أثناء تعرض البلدة الى قصف مدفعي أدى الى إصابته واستشهاده على الفور.
8- زريفة يوسف عماشة المرعي: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1913). استشهدت في قصف جوي أثناء حرب تشرين في تاريخ 17/10/1973 9- ماجدة سليمان المرعي: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1962). استشهدت في قصف جوي أثناء حرب تشرين في تاريخ 17/10/1973.
10- جهاد هاني قاسم العفلق: من بلدة مجدل شمس (مواليد 1953). استشهد في منزله جراء تعرض منزله لقذيفة أثناء حرب تشرين في تاريخ 7/10/1973 11- رامز اليوسف: من قرية مسعدة. استشهد أثناء حرب تشرين في تاريخ 20/10/1973

ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04424 seconds with 11 queries