عرض مشاركة واحدة
قديم 17/02/2009   #43
شب و شيخ الشباب مجنون يحكي وعاقل يسمع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مجنون يحكي وعاقل يسمع
مجنون يحكي وعاقل يسمع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
وين يعني مبيني العصفورية
مشاركات:
732

افتراضي


تعود بي الذاكرة إلى زمن جميل .كنّا نطير فيه كالفراشات، وكانت شوارع البلدة منارة ببعض المصابيح التي لا تعطي ضوءاً أكثر من مصباح الكاز , وكنّا نقوم برمي هذه المصابيح بالحجارة، والمصابيح المنيرة فقط أما المصابيح المعطلة فما لنا ولها , ربما كان عملنا هذا هو العمل الأول المأجور في حياة كل منّا ، حيث يدفع لنا أحد العشاق أجرتنا عن هذا العبث الطفولي ، من أجل خلوة غير ضوئية مع عشيقته أو حبيبته ، وربما أصبح هذا العبث الطفولي مع الزمن إراديا لدى البعض ، الذين يتعمدون قذف كل مايشع في حياتنا بحجارتهم ، ولكن غير البريئة
هنا تصبح المسألة الخاصة مسألة عامة ، فخصوصية فيروز هي خصوصيتنا جميعاً ، بمعنى آخر ,عندما يحاول أحدهم اقتحام خصوصية إنسان بهذا الحجم فهو ينتهك ويقتحم ويكسر خصوصياتنا جميعاً ،
فيروز أصبحت سماءنا ، وأصبحنا الأرض التي تستقبل أمطارها, الريح التي تدفع أشرعتنا بعيداً عمن وعن ما نحب، والرياح التي تعيد أشرعتنا من غربة الروح وغربة الجسد إلى وطن كنّا نسيناه لولا أنها تعيدنا إليه كلما حاول النسان أن يعكر حزننا لفقدانه ، أغنية فرحنا وحزننا , خيباتنا وانتصاراتنا الوهمية ، النسمة التي تمسح عن روحنا غبار العذاب وتنشر عبير الحب , تغني لنا وعنا , وتصلي لنا وعنّا حتى صارت أغنيتنا وصلاتنا
اتركوها لنا حتى نبقى نشعر بآدميتنا وحتى نبقى نتذكر انه ما يزال لنا وطن في مكان ما ، وربما لم يبقى منه إلاّ صوتها الذي هو صدى لأرواحنا وأفكارنا
اتركوا لنا شيئاً من الجمال نؤرخ به حياتنا ونقول ولدنا وعشنا في زمن فيروز أمه لزياد
وأقول لريما الرحباني
_ دعي الموتى يدفنون أمواتهم ، فلن يسمع شخيرهم ونخيرهم أحد


أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04288 seconds with 11 queries