عرض مشاركة واحدة
قديم 02/11/2009   #247
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


2 تشرين الثاني

عندما نعيد إلى الحب " معناه " أو هدفه الأساسي ، يصبح من المهم أن نبحث عن الوحدة ، لا عن سعادة . إن مَن قرر المضي في مسيرة الحب ، عليه أن يعمل في سبيل تلك الشفافية التي تؤول إلى الشراكة و التواصل و التي فيها يكمن أساس الحب . فالسعادة ، كما يقول لنا فيكتور فرنكل ، لا تدخل حياة الإنسان إلا نتيجة لأمر آخر :
" السعادة كالفراشة ، تهرب منك إذا ما اندفعت وراءها . و لكن إذا ما انصرفت إلى الاهتمام بأمور أخرى ، أتت بلطف و حطت على كتفك " .
إذا ما أردنا أن نجد السعادة في الحب ،
علينا أن نبحث عن الوحدة و عن الشراكة

، تلك الوحدة التي غالباً ما تفرض علينا أموراً كثيرة لا تخلو من الألم :
فهي تتطلب صدقاً ، وقت يكون من الأسهل أن نكذب و لو قليلاً ، و يفرض كلاماً في حين كنا نود أن نصمت ، و تدعونا إلى تقبل الشعور بالارتباك عندما نرتكب خطأ بدل الإلقاء بالائمة على الآخرين .
و تفرض علينا الوحدة أيضاً : أن نصمد حيث نحن في حين نؤثر الهروب ، و أن نقر بما فينا من ضعف و نحن نفضل أن نكذب على ذواتنا و الآخرين ، و أن نواجه الآخرين بالحقيقة حين يكون من الأسهل أن نبحث عن سلام معهم بأي ثمن . فكل من هذه الأمور التي يفرضها الحب لا تحمل إلينا الطمأنينة و السعادة بشكل آني و مباشر .
فهي تحمل أولاً ألماً و صراعاً .

نعم , الحب يثمر إذا ما عملنا في سبيله . و في الحب نسعى إلى تحقيق الصدق و الشفافية في ذواتنا ، و هذه أمور مكلفة و صعبة المنال . فالناس الذين يتهافتون وراء الحب كما يندفعون وراء فراشة السعادة يجدون في آخر المطاف أيديهم فارغة و قلوبهم عطشى .
إن الشرط الأهم في إنجاح الحب ليس البحث عن السعادة ، بل العمل في سبيل الوحدة .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02859 seconds with 11 queries