عرض مشاركة واحدة
قديم 17/07/2007   #2
شب و شيخ الشباب ما بعرف
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ما بعرف
ما بعرف is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
بالمحل وجنب المحل
مشاركات:
1,676

إرسال خطاب MSN إلى ما بعرف إرسال خطاب Yahoo إلى ما بعرف
Cool


اتصال بالمنار قبل القصف

تأخّرت المقاومة في الردّ على هذا الهجوم. وخلال سنوات طويلة، تعلّم الطرفان قراءة الشفاه. كانت كل حركة من جانب المقاومة تعني لإسرائيل شيئاً قريباً من الحقيقة، وكانت ردود فعل إسرائيل، أو أي خطوة تعني ما تعنيه بالنسبة إلى المقاومة. وعندما جرى التبليغ عن الغارات الليلية أدركت قيادة المقاومة أن إسرائيل دخلت الحرب الشاملة، وأن من يلجأ إلى توجيه ضربة ضد ما تعتبره إسرائيل السلاح الأكثر فتكاً بيد المقاومة، فهذا يعني أنه يريد التورط في حرب واسعة وأنه يسعى إلى تقليص مخاطر ردود الفعل عليه.
ما تعلّمه المقاومون في لبنان من إيران كثير. تقنيات في القتال وتقنيات في التدريب والجمع، وأكثر من ذلك تعلّموا صياغة الموقف على طريقة «حياكة السجّاد». كان على قائد المقاومة أن يختلي بنفسه قليلاً، فأعاد السيد حسن نصر الله تجميع المعطيات من حوله، وتشاور مع القيادة العسكرية حول الخطوة المقبلة. وعندما تقرر الدخول في المواجهة الشاملة، أعطى الإذن الذي تأخّر عشر سنوات على الأقل!
منذ سنوات طويلة والمقاومة تملك ما تملك من قوة صاروخية. لم يكن قرار اللجوء إليها أمراً عادياً. هي ليست سلاحاً عادياً يمكن استخدامه في لحظة انفعال أو في سياق استعراض للقوة. وفي مواجهات عنيفة جرت سابقاً، تعب القادة العسكريون في المقاومة وهم يحاولون إقناع نصر الله بالسماح لهم بإبلاغ العدو رسائل صغيرة بهذا المعنى. لكنه كان يرفض. كان يعرف أن المعركة لا تحتاج إلى سلاح من هذا النوع الآن، وأن الوقت سيأتي حيث يكون لها الأثر الأكبر ميدانياً وسياسياً ونفسياً، وحيث تكون المعركة أشد
قساوة.
في تلك «الليلة الحمراء» كانت طائرات العدو تغير في أمكنة مختلفة، وخلال 48 ساعة أُنجزت مئات الغارات التي أصابت معظم ما لديه في «بنك الأهداف». كان القرار توجيه ضربات قاسية ومتلاحقة الى مقار القيادة في كل لبنان. في صور والنبطية والخيام وبنت جبيل والضاحية الجنوبية والبقاع. كان لدى إسرائيل اعتقاد بأن ضربة إضافية سوف تنهي وحدات التحكم والسيطرة في حزب الله. أكثر من 84 هدفاً حدّدها سلاح الجو بينها المربع الأمني في الضاحية الجنوبية، الى جانب المقار الإعلامية.
في مكان ما في تل أبيب، كان هناك من يخشى ردة فعل قاسية من جانب حزب الله. لم يأخذ هؤلاء برواية حالوتس، ورفضوا التعامل مع المواجهة على أساس أن حزب الله بات بلا يده الطويلة. لذلك لجأ العدو الى خطوة غير مفهومة الآن: ديب حوراني، مراسل قناة المنار في الضفة الغربية. سبق أن اعتقله العدو بتهمة التعاون مع حزب الله إضافةً إلى كونه مراسلاً إعلامياً. تلقّى فجأة اتصالاً من ضابط إسرائيلي يعرفه. قال له: اسمع، اتصل الآن بجماعتك في بيروت، قل لهم أن يخلوا الآن مبنى التلفزيون في حارة حريك فوراً، إن الطائرات في طريقها إلى هناك لتدميره.
سارع ديب إلى الاتصال ببيروت. كانت الإجراءات من جانب المقاومة قد فرضت عملية إخلاء شاملة لكل العاملين في المقار الحزبية وللمدنيين أيضاً في كل المربع الأمني ومحيطه. لم يكن في «المنار» سوى بضعة عاملين وموظفين في مديرية الأخبار. الضربة السابقة التي أصابت الصحون اللاقطة فوق المبنى لم تحسم قرار الإخلاء التام. لكن المجموعة التي كانت تعمل في استديوهات تحت الأرض، نجت بأعجوبة في تلك الليلة. سقطت صواريخ بحجم كبير، وانهار المبنى والمباني التي كانت الى جانبه.
كان هناك رجل آخر غير ديب حوراني تلقّى اتصالاً مماثلاً أُبلغ خلاله بأن المربع الأمني سوف يُضرب. كان في هيئة أركان جيش الاحتلال من يعتقد بأن ضربة مباغتة قد لا تفيد في إصابة قيادة الحزب التي غادرت منذ ما بعد عملية «الوعد الصادق». كان هناك خشية من سقوط نحو ألف من المدنيين بين قتيل وجريح.
كان قادة العدو في حالة ترقّب. ليس في سلاح الاستخبارات ولا في سلاح الجو من هو مطمئن إلى نهاية الأمر. كان هناك انتظار لردة فعل حزب الله. التعليمات التي أُعطيت لسلاح الجو بتعقّب منصات إطلاق الكاتيوشا، لم تنفع كثيراً. قرار الرد التدريجي اتُّخذ، ووُضع برنامج شيفرة خاصة تلقاها المقاومون على دفعات. كان كل شيء جاهزاً. المنصات معبّأة والأهداف محددة مسبقاً. ولم يكن الأمر يحتاج إلى أكثر من «كبسة الزر»، كما يروي المقاومون. كانت إسرائيل تعوّل على أن تحدد سريعاً مصدر إطلاق الصواريخ، وأن تحاول احتواء الموقف من خلال ضرب المكان بقوة. كانت تعتقد أن ذلك يوفّر عنصرين في آن: قتل من كان هناك من المقاومين وتدمير المنصات، ما يمنع إعادة استخدامها. ولأيام طويلة، كان العدو يتحدث عن عدد القتلى في صفوف المقاومة ربطاً بآلية تفكير تقليدية: كل منصة تحتاج إلى ثلاثة عناصر لإعدادها وتوجيهها وضربها.
لكن ما حصل كان خلاف ذلك. لم يكن هناك حاجة إلى أكثر من رجل واحد لإطلاق عشرات الصليات من دون أن يُصاب. كان على طائرات العدو أن تكون «صيادةً للفراشات» حتى يكون بمقدورها إصابة هذا المقاوم الذي يخرج من تحت الأرض في دقيقة، فيركض لأكثر من دقيقتين، وينفذ المهمة، ثم تبتلعه الأرض من جديد. وحتى اللحظة ثمة سرّ لا يعرفه أحد!

.. وسلام على حيفا

لم تمرّ ساعات كثيرة على احتفال دان حالوتس بنصره الجوي، حتى جاءته المصيبة. وحدات الإنذار المبكر في المنطقة الشمالية تتحدث عن أجسام كبيرة تمر فوق الشمال من دون أن تسقط هناك. وفجأة أُعلن عن سقوط صلية من 40 صاروخاً من نوع جديد على حيفا وجوارها. لم تُصِب الصواريخ أهدافاً محددةً بدقة. لم يكن بوارد المقاومة تدمير المنشآت الكيميائية القريبة من المدينة الأجمل في شمال فلسطين. كان المطلوب إيصال رسالة عاجلة إلى الجنرالات في القطاعات العسكرية والأمنية كافة. وعندما تلقّى المعنيون في إسرائيل الأخبار عن القصف، أدركوا أن الحرب انتهت، وأن لعبة الموت المتدحرجة بدأت.

حدث في 16 تموز

إلى المجازر المتنقلة في عيترون وصور وجبشيت والبازورية، تميّز السادس عشر من تموز بأمرين أساسيين: التدمير المنهجي للمربع الأمني في الضاحية الجنوبية، تسوية قناة المنار التلفزيونية بالأرض من جهة، واستهداف المقاومة محطة قطارات في حيفا وبلدات تقع جنوبي حيفا بالقرب من العفولة والناصرة، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثمانية وجرح العشرات من الإسرائيليين، من جهة ثانية.
كما أطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله للمرة الثانية عبر كلمة مسجلة بثتها «المنار» قال فيها «إنه لم يكن أمامنا أيّ مجال اليوم سوى أن نفي بوعد قطعناه على أنفسنا وقمنا بقصف مدينة حيفا» وأضاف إن «تحييد المصانع البتروكيميائية والكيميائية في حيفا جاء حرصاً على عدم دفع الأمور إلى المجهول».
أما على صعيد التحركات الدولية، فلم يبدُ أن حركة المفاوضات الجدية بدأت بعد. والموقف الأبرز ذلك اليوم صدر عن قمة مجموعة الثماني التي وضعت شروطاً لوقف العنف في المنطقة تتمثل في الإفراج عن الجنود الأسرى في لبنان وغزة، وقف إطلاق النار على الأراضي الاسرائيلية، انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة في أسرع وقت ممكن، الإفراج عن الوزراء والنواب الفلسطينيين المحتجزين. كما أعلنت تأييدها مناقشة مجلس الأمن لوجود عسكري دولي لضمان الاستقرار ومراقبة الوضع في الشرق الأوسط.
أما واشنطن، فقد أعربت على لسان وزية الخارجية كوندوليزا رايس عن قلقها «بشأن تصاعد عدد القتلى من المدنيين» لكنها رفضت الدعوة إلى هدنة مؤقتة.

جريدة الاخبار 16.7.2007

طـــاب المجوز دكلُو يا بو عبـــود.............ماحلا رقص الحجية وتهز نهـــود

..<< لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة >>..

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
 
 
Page generated in 0.06982 seconds with 11 queries