عرض مشاركة واحدة
قديم 15/07/2007   #2
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي


مرحبا...

أنا من فترة قصيرة قرأت قصة شيكاغو لعلاء الأسواني.... وهي قصة جميلة برأيي...
وإن كان من المفروض أن لا أقارن بينها وبين قصته السابقة (عمارة يعقوبيان) إلا أن قصة عمارة يعقوبيان أعجبتني أكثر بكثير...

من حيث وصف القصة بأنها تنتمي إلى الأدب الداعر ففيه برأيي غبن للقصة... حيث أنها تحوي الكثير من الأفكار أهم من التفاصيل الجنسية الواردة فيها...
ولكن مع ذلك أتفق معك بالرأي أن علاء الأسواني قد زاد جرعة المشاهد الجنسية في روايته، حتى أنني استغربت عن هدفه من هذا...
الجنس جزء من الحياة وعند سرد الرواية أرى أنه من الطبيعي أن يتم التطرق إلى الجنس، ولكنني أعتقد أنه قد تجاوز الحد في رواية شيكاغو... تجاوزه للحد لم يكن من منطلق الكم بل من منطلق النوع... حيث أنني أحسست أن علاء الأسواني قد أقحم بعض التفاصيل بدون أن تسهم بإضافة أي بعد إلى سير الأحداث أو إلى الرواية بشكل عام...

أحب قبل أن أنتقل إلى نقطة أخرى من رواية شيكاغو أن أذكر على سبيل المثال كتاب (إحدى عشرة دقيقة) للكاتب البرازيلي باولو كويلهو... محور الرواية الأساسي هو الجنس، وتكاد لا تخلو صفحة من صفحاته عن ذكر بعض التفاصيل الجنسية، ولكن لا يستطيع القارئ مع هذا إلا أن يرفع القبعة احتراماً للكتاب ولكاتب هذا الكتاب لمقاربته الموضوع بطريقة حضارية أوصل معها الكثير لا بل الكثير جداً من الأفكار...

نعود إلى رواية شيكاغو....
أنا ما لفت نظري بها هو الفكرة التي يريد أن يوصلها علاء الأسواني من خلال الرواية وهي السلبيات التي تواجه الإنسان العربي (المصري) في أمريكا.... ونراه في الرواية يقلب كل التفاصيل التي يحياها هؤلاء الأطباء التلاميذ أو الأساتذة إلى تفاصيل قاتمة سوداوية لا تحوي ولا على بقعة بيضاء واحدة...
وهنا اختلافي الأساسي مع طرح الأسواني...
أنا ضد الهجرة... ولكن مع ذلك لا أستطيع أن أنكر أن للهجرة إيجابيات أيضاً...
وإذا قلبنا شخصيات الرواي (المصريين في أمريكا) وما آل إليه كل واحد منهم سنرى أنّ:
أحد الأساتذة قد وصل إلى مرحلة العيش في عالمين منفصلين وقد انتحر أخيراً..
الثاني ماتت ابنته بجرعة سامة من المخدرات..
طبيب تلميذ تم اقتياده بالتعاون مع المخابرات الأمريكية إلى أقبية السجون المصرية..
طبيبة تلميذة عشقت أحد رفاقها وحبلت خارج العلاقة الزوجية واظطرت إلى مخالفة مبادئها وإجهاض الجنين...
أخرى تأتي إلى أمريكا بزواجها من طبيب (من ذيول الحكومة)، تنتهي بها العلاقة إلى الطلاق والعودة إلى مصر....
إلخ.......

أي أن النهاية سوداوية للجميع... بدون أي وجه مشرق أو بصيص أمل...

ربما كان واقع الهجرة هو بحد ذاته ليس بالإشراق الذي يتوقعه البعض، ولكنه على أي حال ليس بالسوداوية التي وصفها الأسواني...

نقطة أخرى.... ربما من وظائف الرواية عرض الواقع وتجريده وتشريحه مهما كان مظلماً... ولكن كذلك من وظائف الرواية (أي رواية كانت) أن تخلق ولو بصيصاً من الأمل لا أن تكتفي بعرض الجانب السلبي من القضية...

هذه هي شذرات مما ورد ببالي عن قصة شيكاغو...
أرجو ممن قرأها أن يضيف تعليقاته أيضاً... وأنصح روح9 أن تتم قراءة القصة لأن الذروة في روايات الأسواني لا تأتي إلى مع الصفحات الأخيرة...



قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06202 seconds with 11 queries