7 أيار ..
قد يساعدنا الحب على التعامل بنجاح مع مشاكلنا ، ولكن علينا ان نجابه الواقع ونعي أنه إذا كنا نريد أن يحبنا الأخرون فعلينا أن نحول انفسنا إلى أشخاص يستأهلون هذا الحب . عندما يركز المرء حياته على إشباع رغباته هو وعندما يخرج باحثا ً عن الحب الذي يسد حاجته هو ، فالحكم عليه يبقى . مهما كثرت محاولات التخفيف والتفهم ، انه شخص اناني ، يجعل من نفسه محورا ً لكل شيء . قد يستحق الشفقة ولكنه لن يُحب . إنه لا يركز إلا على ذاته . ومادام هذا النهج ، ستبقى قدرته على الحب متجمدة ويبقى بدوره طيلة حياته طفلا ً .
ولكن إذا بحث شخص بالمقابل كيف يعطي الحّب ، لا كيف يأخذه ، يصبح آنذاك محببا ، ولا بد ّ له في النهاية من أن يجد نفسه متمتعا ً بحب الآخرين . نحن نعيش كلنا في ظل قانون لا يتغير : الاهتمام بنفسنا والتركيز على ذواتنا أمور من شأنها أن تزيد عزلتنا وعمق ألم الوحشة في نفوسنا .
أنها لدوامة فاسدة ومخيفة تلك التي تلفنا : فكلما بحثنا في وحشتنا عن حب الآخرين لنا ، تعمقت آلام تلك الوحشة فينا .
فالسبيل الوحيد إلى الإفلات من ذاك المدار الذي حبستنا فيه أنانيتنا هو التوقف عن الاهتمام بنفسنا والبدء بحمل هم الآخرين . لاشك أن ذلك بالغ الصعوبة . ان نحول نقطة الارتكاز من " الأنا " نحو " الآخر " .
عمل قد يتطلب جهدا ً ..يستغرق العمر كله . إن عمق الصعوبة يكمن في وضع الآخرين في المقدمة ، حيث تعودنا ان نكون . علينا أن نتمرس في تلبية حاجات الأخرين من غير أن نبحث عن تلبية حاجاتنا نحن فقط .