9 أيار
لا يتحقق حب الآخرين إلا عندما يتركز تفكيرنا على الآخر ، وعندما يكون الدافع الحقيقي لعملنا الاهتمام بالآخر ، لا بأنفسنا . فإذا أحب الإنسان على هذا النحو ، فإنه سيكون محبوبا ً بدوره ، وعليه أن يقبل حب الآخرين له . ولكن من الضروري الابتعاد عن المخادعة التي تقوم على الحب في سبيل كسب حب الآخرين . علي ّ أن أضحي بحياتي قبل أن أتمكن من أربحها ، يقول لي المسيح . إن الكسب الحقيقي ّ هو في الحب المجاني فقط . علي أن أضحي بحياتي ولا يمكنني أن أفعل ذلك ما دامت حياتي نصب عيني تشغل عقلي
الحب يعني الاهتمام بالآخر وقبوله . إنها هبة الذات التي تصبح مذبحا ً للمحرقات . إن مقياس حبي للآخرين هو في جعلهم محورا ً لشعوري وحياتي . ولن أجد ذاتي بقدر ما أنساها . أن الحب مكلف جدا ً ومتطلب جدا ً ، فالآلام الداخلية التي نعيش وآثار الجراح التي ورثنا والتناحر الذي يعم عالمنا كل هذه تزيد من الصعوبة التي يفرضها الحب . ولكن ما من حب في خارج تلك التضحية والحب يعني كذلك توجيه تفكيري ، وكل ما أريد بعيدا ً عن مصلحتي الخاصة وفي اتجاه الآخرين . ولا حاجة إلى القول كم يدفع الإنسان من ذاته ثمنا ً باهظا ً لهذا النهج .