12 أيار
عندما خلق الله العالم رأى بأن ذلك حسن جدا ً ، ففي العالم نشهد عظمة الله والله يدعو كل منا ليرى ، بأم عينه ، كم أن العالم حسن ٌ حقا ً . وهو يدعونا أيضا ً لنتنعم بكل ما خلقه من أجلنا ولكنه يحذرنا من ألا ندع الأشياء " تتملكنا " . فإذا بالغت في حبك للأشياء فسرعان ما تبدأ تستعمل الأشخاص لتمتلك الأشياء والمزيد منها . كرس قلبك للحب وليكن حبك للأشخاص أولا ً .
لقد وجه الفيلسوف مارتن بوبر مجمل تفكيره نحو العلاقة بين " الأنا والأأنت " لا سيما بعد أن عاش اختبارا ً مؤلما ً جدا ً ، أتاه شاب في يوم وطلب أن يتقابل معه وكان الفيلسوف منهمكا ً بكتابة محاضرة كان سيلقيها في مؤتمر بعد قليل ، فرفض مقابلة الشاب ، وفي تلك الليلة أقدم الشاب على قتل نفسه . فكان لانتحاره بالغ الأثر في نفس وبور ، ومرة أخرى تعلّم ما أهم أن يحب الأشخاص ويستعمل الأشياء
أن التوازن بين حب الأشخاص واستعمال الأشياء يبقى غاية في الدقة ، إذ أنه يخشى ، حين نبدأ نحب الأشياء بشعف أن نبدأ أيضا ً نستعمل الأشخاص لنحصل على تلك الأشياء وعلى مزيد منها . لذا لا يقول الكتاب المقدس أن " المال هو رأس الشرور " بل " حب المال هو أساس كل الشرور " ، وحيث يكون كنزك يكون أيضا ً قلبك ، فعندما نصبح مثلا ً مدمنين على التبجيل ، نسمح بالدخول إلى عالمنا فقط لكل من يدفع الثمن المطلوب لدخوله ، وعندما تألف نفوسنا التمتع دوما ً بما يروق لنا ، نقفل باب عالمنا في وجه من قد يثقل علينا أو يقلق راحتنا ، وهكذا نتراجع أمام تحدي الحب .