الموضوع: الأم & الإبنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/06/2009   #2
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


ما الذي يحكم العلاقة بين الأم وابنتها؟ لماذا تعمد الأمهات إلى "قمع" بناتهن وتطبيق المقاييس التي كن يرفضنها قبلا.
في حديث أجري مع الدكتورة ماري تيريز خير البدوي، المحللة النفسية وأستاذة علم النفس في جامعة القديس يوسف اعتبرت من خلال معايشتها مرضاها وخبرتها العيادية وتعاطيها مع الطالبات في الجامعة "إن الأمهات اللواتي عانين قيودا اجتماعية يرفضن أن تعاني بناتهن هذه التجربة: لكنهن سرعان ما يطبقن قواعد صارمة على بناتهن بعد سن البلوغ، أي مع بروز الظواهر الأنثوية على الفتيات، حيث يبدأ شعور الخوف ينساب إلى الأم فتعمد عندها إلى استعمال سلطتها لضمان خضوع ابنتها للقواعد الاجتماعية والمعايير الأخلاقية الموضوعية. ويعود هذا الشعور إلى خوف الأم من خروج ابنتها عن النظم الاجتماعية المعمول بها ونبذ المجتمع لها".

وتحدثت البدوي عن "صراع داخلي عند المرأة بين القيود المجتمعية والنزعة الشخصية التحررية، وينتهي الصراع عندما تتكون الموانع المجتمعية، أي عندما نقتبس القيود المجتمعية من خلال عيشنا في المجتمع ونحولها موانع مجتمعية شخصية، فتنصاع عندها لأحكام المجتمع خوفا من نبذ المجتمع لها او شعورا منها بالذنب".

وكلما كان المجتمع تقليديا كانت الموانع أقسى والتحرر أصعب فنرى المرأة تتبنى نظرة الآخر نحوها وتحاول التماثل مع الدور الاجتماعي المحدد لها في المجتمع الذكوري، وباستعمالها هذا التكتيك الدفاعي تحاول نيل بعض السلطة لتمارسها على أولادها وهي بذلك تعتبر الأمومة امتيازا يسمح لها باستعادة بعضا من حقوقها.

وتنعكس سلطة الأم على الفتاة بعد مرحلة البلوغ فتشكل الأم المثال الذي به تقتدي الفتاة، إذ تعلم ابنتها نمط الحياة الأنثوية، وطرق اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، وإقامة حياة عائلية سعيدة ومستقرة.

ووصفت البدوي سلطة الأم على ابنتها بـ"السلطة الفوقية" التي تهدف إلى إدارة حياة الفتاة وتوجيه قراراتها فينتج نوعان من العلاقات بين المرأتين: إما علاقة حميمة تشارك خلالها الفتاة والدتها جميع شؤونها وتخضع لها بشكل كبير، أو تبتعد الفتاة عن والدتها ولا تشاركها أمورها، فتنشأ على الأثر حال مواجهة تسعى خلالها الفتاة إلى إثبات تميزها عن والدتها، وتكوين شخصيتها وتحديد دورها المستقل في الحياة.

وذكرت البدوي بدراسات أجريت في هذا الخصوص.. أبرزت أن الفتيات اللواتي يملكن علاقة طيبة وحميمة مع أمهاتهن يملكن قدرة ضئيلة على التحرر واتخاذ قراراتهن بأنفسهن، والعكس صحيح".

وقد اعتبر فرويد أن على الفتاة أن تتمتع باستقلال ضروري عن والدتها دون أن تنفصل عنها تماما، لتكوّن بذلك شخصيتها المتميزة والمستقلة وهذا ما يعمق مشاعر الحب والاحترام بين الاثنين ويمكّن الفتاة من مواجهة الحياة بالنضج المطلوب.

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03108 seconds with 11 queries