عرض مشاركة واحدة
قديم 20/12/2009   #6
شب و شيخ الشباب hazim jabali
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ hazim jabali
hazim jabali is offline
 
نورنا ب:
Jul 2008
المطرح:
J'étais ici
مشاركات:
52

افتراضي


من خلال تصرفات الأمريكان وأزلامهم على أرض الواقع العراقي صار جميع الناس مدركين بأنّ الأهدف والغايات والأسباب الحقيقية من الغزو الأمريكي للعراق تتعلق بنهب الثروات النفطية العراقية بالدرجة الأولى.. ثم تخريب البنى التحتية العراقية السابقة من أجل إعادة بنائها من خلال شركات غربية (أغلبها أمريكي) لكي تستنزف أكبر ما يمكن من ثروات العراق.. فليس هناك سوق تجارية رابحة أكثر من سوق الدمار وإعادة الإعمار..
وقد رأينا أنه بعد صفقات إعمار المطارات والموانئ والمباني الحكومية المختلفة التي حصل عليها الأمريكان أبرم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال هذا الشهر (ديسمبر) صفقة بيع مستقبلية لمنتجات النفط العراقي إلى شركات أمريكية بأسعار بخسة جداً متدنية جداً عن أسعار السوق العالمي .. وتمتد هذه الصفقة لمدة خمسة وعشرين سنة قادمة!! ومن شروط هذه الصفقة أن ينال المالكي ومن يمثلهم عمولة عن كل برميل نفطي يتم إنتاجه!! وقد أجرى المختصون حساباتهم فوجدوا أن العمولة التي سيأخذها المالكي وأعوانه هي حوالي ستين مليار دولار أمريكي خلال الخمسة وعشرين سنة القادمة! وهي تضمن الثراء لأولاد أولادهم!
يعني الأخ جلس على كرسي الحكم لكي يلعب دور سمسار ولا يهمه شيء غير ذلك والدلائل الواقعية كلها تشير بوضوح إلى ذلك..
لذلك .. لا يبدو أن للدين أية أهمية عند هؤلاء السماسرة: العرب والأمريكان.. ولايهمهم أصلاً أن يذهب الناس إلى الجحيم أو إلى العدم .. كما لا يبدو أنهم يفهمون جوهر أي دين من الأديان كثيراً أو يكترثون له أكثر من اكتراثهم بلعبة من الألعاب الرياضية التي تشغل السواد الأعظم من الناس وتلهيهم عن الصفقات التجارية السرية المشبوهة..
وإن كان الغزاة المحتلون للعراق أبدوا اهتمامهم بالدين فما ذلك إلا من أجل حبك المؤامرات التي تتيح لهم تحريض أتباع المذاهب الدينية وتأليبهم ضد بعضهم البعض لكي يتيح ذلك للأمريكان فرض وجودهم العسكري للفصل بين المتنازعين.. أي: سياسة فرّق تسد .. فالغزاة درسوا الأديان بحثاً عن نقاط ضعف ينفذون منها لتأجيج مشاعر الناس وإثارة الأحقاد بين المذاهب الدينية المختلفة..
لأن جميع تصرفات الأمريكان وأزلامهم تدل دلالة قاطعة أن قلوبهم فارغة من أية تعاليم دينية حقيقية أو شرائع سماوية.. فهم لا يتصرفون وفق تعاليم شريعة سماوية..
راقبوهم جيدا باستمرار لتتأكدوا من ذلك .. فعجرفتهم وعنجهيتهم وكبرياؤهم الفارغة واستكبارهم في الأرض بغير حق وسرقاتهم وجرائمهم التي تسفك دماء البشر بغير حق .. الخ الخ .. كل ذلك يشير إلى أن أنانيتهم البشرية وراء غاياتهم وليس معتقداتهم الدينية.. فهم أخسّ من بلوغ غايات سامية أو الزود عنها..
ودليلنا على صحة هذا الكلام أنهم حين دخلوا إلى فيتنام في السبعينات لم يكترثوا بتنصير شعب فيتنام الملحد وظل الفيتناميون على إلحادهم طيلة فترة وجود الأمريكان الطويل هناك وبقيوا ملحدين كذلك بعد خروج الأمريكان.
أما عن تصريحات بوش.. فالناس أدركت عبر سنين وجوده أنه مجرد أحمق لم يكن يعرف ما يقول في أغلب الأحيان، وكان أقرب ما يكون إلى ناطق رسمي ينعق بما تريده مؤسسة الحزب الجمهوري واقترف من الأخطاء الكثير مما يكشف مستواه الفكري والسياسي الضحل.. وهو لا يجيد شيئاً أكثر من رفس الكرة بمضرب البولو في مزرعة أبيه..
أما الدلائل الواقعية في العراق تحديداً فلا تشير إلى أية حرب دينية/صليبية..
لقد ردد مقولة الحرب الدينية بعض الحمقى من الصحفيين الأمريكان خاصة في مطلع الألفية الثالثة ولفترة قصيرة فضحك الناس من سذاجتهم.. وكان أسامة بن لادن وأتباعه يحلمون بها أيضاً ولا يزالون.. لكن الوقائع كلها تشير إلى صراع من أجل المصالح التجارية ونهب الثروات والسيطرة على مقدرات البلدان المفصلية الحساسة في العالم، سيطرة تجارية وسياسية، وليس من أجل نصرة الدين المسيحي على حساب دين آخر..
لأنه لم تعد المسافات مشكلة اليوم أمام المبشرين طالما أن الفضائيات والإنترنيت تكشفان جميع الأوراق بين أيدي الناس بلا حواجز ولا مفلترات ولا عقبات عظيمة.. ويستطيع المبشر حتى ولو كان في عقر دار أمريكا أن يمارس تبشيره في كافة أنحاء الأرض بدون الحاجة الماسة لخلق حروب من أجل ذلك .. فلا شيء يعيق نشر أية أفكار مهما كانت.. في وقت صارت فيه المعلومات كطوفان جارف يتنقل في كافة الأرجاء بحرية وسهولة عجيبة.. ولن يعجز المرء عن الوصول إلى ما يريد أو نشر ما يبغي من معلومات في هذا الزمان.. وبشتى الوسائل والسبل..
ويمكن لشخص واحد حاذق جالس في مكتب أن يزرع معلوماته أو يوزعها في أخطر الأماكن ويجني من عمله أكثر بآلاف المرات من ذلك المبشر الذي كان يمارس التبشير في مطلع القرن العشرين.. وأكثر بملايين المرات من ذلك المبشر الصليبي الذي خاض الحروب الصليبية في القرن الميلادي العاشر/ قبل ألف سنة.
فمسألة التبشير لدين معين .. ليست لها ذلك الأثر الخطير والضرورة الحربية اليوم .. والإنسان المعاصر اليوم/ في كل مكان/ أعقل بكثير من أن يضحك عليه الراغبون بالعزف على أوتار الأديان.. وقد وجدنا عبر التاريخ الحديث/المعاصر أنه قد يغيّر أفراد قلائل دينهم ولكن صار من العسير جداً أن يغيّر مجتمع كامل معتقداته..
والدليل.. أنه بعد سقوط الشيوعية اكتشف العالم كله أن الناس في البلدان الشيوعية كانوا يمارسون معتقداتهم الدينية سراً مع أنه كان عقوبتها الإعدام غالباً.. وحتى الذين ولدوا ونشأوا وترعرعوا في ظل الفلسفات الإلحادية التي دامت سبعين سنة صاروا يسعون اليوم إلى دين آبائهم وجدودهم ويقاتلون من أجل الحفاظ عليه!! ولا تزال الدول التي انشقت عن الإتحاد السوفييتي تشهد على صحة هذا الكلام.
أما عن مفهوم الردة .. وعن التشريعات السماوية والتشريعات الوضعية (القانون البشري) فالمجال هنا أضيق من الخوض في بحارها وأغوارها.. لكننا نعتقد أنه لن يضيع ذوي الألباب وأصحاب العقول عن الحق أبداً.. كما أنك لن تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء.. ومن يُضلِل اللهُ فلن تجد له ولياً مرشداً.
ولذلك من النادر أن تسمع عن تنفيذ حكم إعدام صدر بحق مرتد عن الدين الإسلامي يجاهر بارتداده عن الإسلام.. بل على العكس .. قد يرحبون به، سواء في بلده أم في بلد آخر ..
لكن الخطر الحقيقي يكمن في المتطرفين الدينيين، والمتزمتين الأغبياء، الذين يسعون إلى نشر الدين بقوة السلاح، فهم منبوذون.. وهم المطاردون في كل مكان.

Blanc, l'innocent, le sang du poète
qui, en chantant, invente l'amour
pour que la vie s'habille de fête
et que la nuit se change un jour
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04624 seconds with 11 queries