الروح التقريدية الضائعة
احب بداية ان اوجه كلمة شكر ومحبة واخاء للقرود الاوائل الذين هبطوا عن الشجرة لينتجوا السلالة البشرية الراقية
وكلي اعجاب وتقدير لروح التمرد والجرأة التي تحلوا بها حتى يخالفوا مجتمع القرود المحافظين ويتخلوا عن انجازاتهم وعن رقيهم المتجسد باستيطان الاشجار ، التي لا تزال قمة الرقي عند معشر القردة حتى الساعة .
استطيع تخيل مقدار الاضطهاد الذي مورس ضدهم من قبل هؤلاء المحافظين ، والذين بلا شك لم يتباطئوا عن سيل الشتائم والاتهامات مثل (( الدنيوية ، الخروج عن العرف والتقاليد " وربما المقدسات " ، التخلي عن روح التقريد التي تستوجب التسلق والارتفاع الدائم )) ولا شك انه أصدقائنا المتمردين بعد تخليهم عن الفراء والأذناب اتُهموا بالطياشة والاباحية ، خصوصا بعد ارتكازهم على قائمين بدل الأربع
استمر سلفنا المتمرد بفعلته .. واغلب الظن انه ظهر بين جماعة المتمردين قسم لا بأس به من المرتدين الذين تراجعوا عن فعلتهم وعادوا لتسلق الاشجار من جديد ، ومما لا شك فيه ان وسائل الاتصال انقطعت بين الجانبين وفُقِدت اللغة المشتركة للتفاهم ـ باستثناء بعض أحفاد المتمردين الذين لا يزاولن يتقنون لغة الحيوانات .. وعلى رأسها لغة القردة _
استمر القردة الهابطون بالعمل ، مدفوعون بروح التقريد العالية التي رفعتهم إلى قمة التصنيف الحيواني ليصبحوا ارقى الحيوانات ، وليصنعوا هذه الحضارة التي نعيش في كنفها ، ويلنطق بعدها نيل ارمسترونغ (( اول انسان يمشي على القمر )) جملته الشهيرة (( خطوة صغيرة لإنسان ، قفزة عملاقة للبشرية )) والتي لخص بها عمل اسلافنا الهابطين .
لا شك ان الهبوط من قمم الاشجار او بمفهوم القردة المحافظين (( الهبوط من الرقي الواضح المعالم )) كان المسبب الاساسي للصعود إلى القمر ، اسلافنا صنعوا معجزتم وتمردوا على مفاهيم عصرهم بهبوطهم هذا.. تحدوا المستحيل وضربوا الافكار التقريدية السائدة عرض الحائط وتمردوا لصنع حضارة الانسانية ، فاين الخلف من ذلك السلف .
رايحة تزور
كوخ مسحور
|