الموضوع: لقمان ديركي
عرض مشاركة واحدة
قديم 29/07/2008   #2
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


على راسي الإعمار

واستيقظت صباحا وضحكت في عبِّي لأنَّ الورشة التي تعمِّر بيتا جديدًا على السطح فوق رأسي لم تباشر
بأعمالها بعد، وصنعت القهوة، وجلست أمام اللاب توب وقرَّرت المباشرة بالعمل قبل أن يباشر البناؤون
فوقي، وما إن فتحت صفحة الوورد يا شباب حتى فتح الصاروخ الثاقب للأحجار حلقه وأز وهديت بعد أن
كنت متحمسا، ومتعت آذاني الصاغية دائما بصوت الصاروخ،

وطمأنت سكان البيت عندي بعد أن نطوا جميعا من أربعتهم أنو ما في شي مجرد صاروخ، وما إن سمعت الفاميليا كلمة صاروخ حتى ولولت بصوت واحد، فعدت وشرحت كلمة صاروخ الثقب الذي يخترق جدار الصوت ويبخش الآذان ويقول للغبار العب يا حبيبي العبن ،ويلعب الغبار، فينزل من على السطح ويشرفنا بزيارة صباحية عبر النافذة، دون أن تنفع معه محاولات التقليع المهذبة من قبلنا، وذلك بإغلاق المناخل، فهذا غبار من النوع الناعم جدًا، يستطيع الدخول عبر المسامات، فلا تجدي في صده كل المحاولات، ونبدأ بكش الغبار على أنغام الصاروخ العجيب الذي يرسل لنا المزيد من الضيوف الغباريين،

نحاول أن نصرخ لكننا نخجل، ونقول في قلوبنا إنَّ جارنا انتظر عشرين عاما كي يعمِّر هذا البيت الصغير فوق بيته وبيتنا، وبالطبع فهو ليس بيتنا كما نصَّت المعاهدات، فنحن بالآجار، ونعود إلى الجار، فنجد أنَّ الأطفال كبروا،

ومع أنو كان حاسب هالحساب من قبل، بس العين بصيرة والإيد قصيرة، والبيت اللي كان لازم يعمره من عشرين سنة عم يعمره الآن، وفي متله متايل، أجلوا المشاريع عشرين سنة، وطلعوا فيها بوقت واحد، فتتوقف عن أعمالك لتتفرغ لسماع ضجيج الأعمال المؤجلة، وتغلق صوت الموسيقا لصالح صوت الأحجار، وتهرب العصافير من أجل خاطر أصوات المهدات والكريكات،

فيقول لك محدثك الفهمان أنو يا أخي ليش أنت ضد حركة الإعمار؟!.. ويهزني فع ً لا السؤال، فلقد شاهدت بأم عيني البنايات التي بقيت على العضم عشرات الأعوام في سناتر حلب والشام، وشاهدت الحفر الضخمة التي حفروها كي تكون أساسات لمشاريع بنايات، وبقيت الحفر حفرًا، ولعبت فيها القطط والفيران، ولم نر لا أساسات ولا بنايات، بل اكتفينا بقراءة اللوحات، التي تشرح لنا ماهية هذه المشروعات، وتقول لي بأنني ضدَّ حركة الإعمار؟!

ونتابع أخبار هذا النهار، فيقول لي جاري بعد أن سمع احتجاجي على ضجيج الإعمار فوق راسي إنه سألني
ذات يوم عن رأيي بالإعمار، فكان أن قل ُ ت له: على راسي الإعمار، وبناء على هذا الاعتبار فقد جاء جاري بالإعمار لفوق راسي، فهل من ذنب لنا في هذا يا جار؟!! حلو الإعمار، على راسي الإعمار، بس مو فوق راسي تمام،

يعني على راسي، بس مو على راسي، عم تفهم علي يا جار؟!!

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03837 seconds with 11 queries