الموضوع: فلسطينيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2005   #12
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي الرسالة الأولى .. من لاجئة شعر : سليمان العيسى


هل تكفي تلك المسيرات لتلبية نداء المسرى الحبيب من الدخيل الغريب ، كأن هذه القصيدة التي ولدت في بداية الستينيات من القرن المنصرم ، تعيش معنا في انتفاضة الوطن المقدس وهو يرنو لأحبابه خارج الحدود فلا يرى إلا هدير المسير أو هتاف المدائن المحاصرة بالعجز أو ليس لافتا أن تكرر القصة نفسها عبر الزمن بمشاهد تكاد تقترب من بعضها في الشبه كوجه المرآة ؟

صورة الهتاف هنا ينقلها الشاعر في قصيدته بما يراه ، ويراه غيره من الشعراء ولكن لكل له أسلوبه ، وبصمته الشعرية على دفتر النكبة ...



عائدون ... عائدون إننا لعائدون ..

هَدْرُ يَضجُّ بمَسْمَـعي ، ونِـــداءُ

وخُطىًٍ تُجَرُّ ، وشــارعٌ وضــَّاءُ

ومواكبٌ ألِفَ الطريـقُ ذَهابــَها

وإيابَها ، والريــحُ ، والضوضـاءُ

والهاتفون حناجرٌ يبـسَ الهــوى

فيها ، ومات الحبُّ ، فهي زُقــاء

كالدوحةِ .. انطلقَتْ تمدُّ فروعَهـا

في الأفقِ ، حين مضَى يَجِفُّ المـاءُ

هَدْرٌ يضِجُّ ... وفي فــؤادي هدأةٌ

مذبوحــةٌ ، وسكينـــةٌ بلهــاءُ

خرجوا، وآثرت الفِـرَارَ بعزلتــي

فالبيـــت حولي وحشةٌ خرســاءُ

الساحةُ الكبرى تَغَــصُّ رحابُــهَا

بالأبريـــاءِ، وتعصِفُ الأصــداءُ

سنعودُ .. حَنْجَرةٌ تصيحُ ، وهتفــةٌ

تمضــي مع التصفيقِ ، فهي هَبَـاءُ

وبلاغةٌ رُصِفتْ خِطابــاً ساحــراً

وقصيـــدةٌ ألفاظُـــها حمـراء

سنعود .. أَسمعُها ، وتُطْبـِقُ عُزْلتـي

فــوقي ، تفغــرُ حوليَ الأشـلاءُ

أنا مثلهـم ، يا شاعــري عربيــةٌ

لمعــَتْ على مأساتــِها الأسمـاءُ

أنا مثلهم ن لكنني – وأقولهــا –

عن كـلِّ ما صَخَبوا به صمــَّاءُ

خرجوا ، ولُذتُ بغرفتي ، ما هزَّني

رعدٌ ، ولا سَعَرتْ دمــي أنـواء

لم تختلِجْ قَدماي حيـن تحــركوا

أَتَلومُ يأسي ؟ إننـــي شـــلاَّءُ

مضتِ السنونَ ، وكَرَّ ألفُ مُجنـَّحٍ

في خـاطري ، وتَعرَّتِ الأشيــاءُ

فإذا القبورُ كما وَعتهـا محنتــي

ممــدودةٌ ، والليلُ ، والصحــراء

شَبَحٌ يلوحُ ، وومضـةٌ مجنونــةٌ

في الأفــقِ تسحقُ وَهْجَها الظلمـاءُ

ومواكبٌ من آمليــنَ .. تَلُفُهــمْ

في زَهـــْوِهِمْ دَوَّامــةٌ ســوداءُ

والساحةُ الكبرى .. خطيبٌ ساحـرٌ

يَطأُ النجـــومَ ، ونفحةٌ عصمــاءُ

مضَتِ السنونَ ، وخيمتي ممـدودةٌ

فوقـــي ، تقهقهُ حولَـها النَّكْبــاءُ

لم تختلِجْ قَدَمايَ يومـاً ، لم أسِــرْ

في مــَوْكِبٍ ، لم يَسْبنــــيِ لألاءُ

أرأيتَ كافـــرةً بكل شعاعـــةٍ

مثلــي ، تجودُ بها عليَّ سمـــاءُ ؟

عَفْوَ الضياءِ .. إذا أتتـكَ رسالتــي

وبكـــل حـــرفٍ غيمةٌ رَبْــداءُ

اليومَ تكتسحُ البـــروقُ سماءَنــا

وتموجُ فيــها العِـزَّةُ القعســــاءُ

ويلعلعُ المذياعُ .. فالدنيــا لنـــا

وعلى خُطـــانا تركــَعُ العليــاءُ

ذكرى تُثارُ ، وتَنْطــوِي ، فكأَّنـها

عِبْءٌ ، كذلكَ تسقُـــطُ الأعبـــاءُ

وضريبةُ الوطن الشهــيد تحيــةٌ

صخبـــتْ ، ولافتةٌ ... علت ، ونداءُ

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.25581 seconds with 11 queries