25 تشرين الثاني
قد تقول في نفسك : " ماذا عن تلك الأيام التي تبدو و كأن لا شيء فيها يسير كما يرام ؟ . كلنا يمر بفترات نشعر فيها بما يشبه الاتقطاع في عملية التواصل . و لكن هذا لا يعني أن الحال ستستمر هكذا إلى ما لا نهاية . و ليس هذا ما علمتنا إياه الخبرة في الحياة .
هذه الفترات ليست سوى أزمات عابرة قد تسبب فيها تراكم في المتاعب تجعل الإنسان ينشغل في ذاته إلى حد يصعب فيه الانفتاح و تتعثر لديه عملية التواصل .
و عندما نكون في أزمة ، قد يصعب علينا التواصل بفعالية . فلا نحن نتكلم كما اعتدنا أن نتكلم و لا نحن نعرف كيف نصغي ، فنشعر بشيء من المرارة و قد انتابنا الإحباط . نروح نشتكي من أننا دائماً في تراجع و أنه لا نفع من أية محاولة ...
لقد أعدت الكرة مراراً من دون جدوى ، فسئمتُ الحياة و أنا على وشك الاستقالة من كل شيء .
يجب أن أعي أن لموقفي من الأزمات تأثيره العميق في ما تؤول تلك الأزمات إليه . فإذا ما قررت أنه يجب ألا تحدث أزمات في عملية التواصل ، انتقلت من مفاجأة مؤلمة إلى مفاجأة أشد إيلاماً . و إذا ما بنيت لي عالماً رومنطقياً يفتقر إلى الواقعية ، لا بد و أن أجد نفسي أمام صدمات مع الواقع متتالية تدفع بي نحو شيء من العبثية ، فكأن كل أزمة إنما هي نهاية كل شيء .