يواجه المنتخب الاسباني نظيره الكرواتي في مباراة دولية ودية ستقام في سويسرا في ملعب لم يحدد حتى الان وذلك قبل يوم على انطلاق منافسات مونديال المانيا المقرر من 9 يونيو حزيران الى 9 يوليو تموز المقبلين.
وكانت اسبانيا بدأت برنامجها الاعدادي للمونديال بفوزها على ساحل العاج 3-2 في 1 مارس اذار الماضي، وستلعب امام روسيا في 27 الشهر الجاري ثم مع مصر في 3 يونيو حزيران المقبل.
وتلعب اسبانيا في النهائيات ضمن المجموعة الثامنة الى جانب اوكرانيا وتونس والسعودية، فيما تلعب كرواتيا التي تشارك في العرس الكروي ايضا ضمن المجموعة السادسة الى جانب بطلة العالم البرازيل واستراليا واليابان.
عشق الكرة
و اسبانيا دولة مولعة بكرة القدم أو كما يطلق عليها الاسبان ملك الرياضات ولكن رغم كل هذا الولع باللعبة الا أن المنتخب الاسباني لم يتمكن من استلهام نفس المشاعر والانتماء والمتعة مثلما يحدث في دول أخرى.
وفي انجلترا والبرازيل والارجنتين تتوقف الحياة تماما خلال نهائيات كأس العالم في حين أنها تستمر بشكل طبيعي تقريبا في اسبانيا.
ويهتم المشجعون أكثر بمباراة بين المنافسين اللدودين ريال مدريد وبرشلونة عن اهتمامهم بالمنتخب. ولكن ما هو السبب وراء عدم اقبال الاسبان على مباريات منتخبهم الوطني ..
يرجع ذلك جزئيا الى الانقسامات الاقليمية القوية داخل البلاد فكثير من السكان يعتبرون أنفسهم من الباسك أو من كطالونيا أو جاليثيا بدلا من كونهم اسبانا وكل من هذه الاقاليم لها فريقها الذي يمثلها ويلعب مباراة ودية دولية واحدة على الاقل كل عام.
حكاية التناقضات
وعندما يلعب الفريق الكطالوني يكون استاده نو كامب ممتلئا عن اخره وكذلك عندما يلعب فريق الباسك في سان ماميس ويصعب تخيل أي دولة أخرى يمكن أن ينشب فيها خلاف حول ما اذا كان يمكن للاعب أن ينضم للمنتخب الوطني بسبب ارائه السياسية ولكن هذا هو الحال مع مدافع برشلونة اوليكوير الذي اعترف بأنه كطالوني.
وقال دييجو توريس مراسل الرياضة بصحيفة الباييس الاسبانية "عدم وجود اجماع حول طبيعة البلاد يعني عدم وجود اجماع حول المنتخب الوطني حيث لا يشعر اللاعبون الاسبان بالفخر عندما يلعبون مع المنتخب الوطني الاسباني مثلما يحدث مع اللاعبين في المنتخبات الاخرى وهذا النوع من الفخر عنصر أساسي لكي يحقق أي منتخب النجاح".
وترتبط هذه الانقسامات الاقليمية بشكل كبير بالاولوية التي تمنح للنادي على حساب المنتخب في اسبانيا.
والاهتمام الكبير لوسائل الاعلام بفريقي برشلونة وريال مدريد أكبر فريقين في البلاد يعني أنه كلما عقد المنتخب الاسباني مؤتمرا صحفيا تتركز كل التساؤلات على الناديين وليس على لقاءات المنتخب.
إهمال المنتخب
ونادرا ما يتصدر خبر اعلان تشكيل المنتخب الاسباني الصفحة الاولى في الصحف الرياضية حتى أثناء كأس العالم وكثيرا ما تمنح الاولوية لاخبار شراء أندية للاعبين جدد.
ولكن الانقسامات الاقليمية ليست المبرر الوحيد. ففشل المنتخب الاسباني هو ثاني عنصر مهم يحول دون جذب المنتخب الوطني الاسباني لانظار المشجعين في شتى انحاء البلاد.
وفوز اسبانيا ببطولة الامم الاوروبية عام 1964 وحصولها على المركز الثاني في نفس البطولة بعد ذلك بعشرين عاما هما أفضل نتيجتين حققهما المنتخب الاسباني كما لم يتجاوز دور الثمانية في نهائيات كأس العالم منذ عام 1950.
ويتحدث المشجعون والمعلقون على نحس دور الثمانية وكثيرا ما أشاروا لنظرية المؤامرة في محاولة لتفسير سبب فشل احدى قوى كرة القدم الاوروبية في ترك بصمتها على الساحة الدولية. والفوز بكأس العالم سيحطم كل هذه القيود بشكل مؤكد تقريبا.
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي