[هاني فراس السواح]

اظن ان هذه القضية يجب ان يفتح لاجلها
ملف يبدأ في حمص ..
و ينتهي بدير الزور .. و لكن اهتمامي ليس بطول الملف ...
بل بصراحة ما سيحويه الملف .. فبعد معاشرتي طويلا
لهذا الشعب .. تعلمت انه لا يعرف .. في حياته
الا (( اللف و الدوران )) حوالي الموضوع ..
لذلك سأبدأ و لن اطيل .
اظن ان ما سأتكلم عنه .. حصل منذ زمن ..
مذ دخلت افلام الدعارة الى بلدنا .. ولا اظن ان احدا منا
يذكر متى دخلت .!
انا لا اعرف .
لكني اظن انها دخلت عندما بدأ الكبت النفسي .. و الجنسي .. الخ ..
باختصار .. حتى جد جد جد جد جدي و جدك .. و جده
لا يذكر متى بدأ الكبت .. بغض النظر عن نوعه ..
و مذ دخل ..
اصبح كل انواع الثياب المحتشم و غير المحتشم ..
تعريا .. و خلاعة .
لماذا ؟؟
لان الشيخ فلان ابن فلان ..
او المفتي علان .. ابن علان ..
قال هذا ..
و نحن _رحم الله كلمة نحن _ نغمض اعيننا .. و اذاننا .. و فمنا .. بالاصابع
و ان امتلكنا يدا ثالثة .. او خمسة اصابع اخرى ..
لكنا سدننا انفنا .. (( لا بل كل فوهة .. و فتحة في جسمنا )) .
و نمشي كما قال فلان ابن فلان ..
و عندما تحاول التكلم .. يأتيك صوت من الاعلى .. لا تسأل من صاحب الصوت
المهم انه من الاعلى .. قائلا :
(( بس ولاك .. هادا الزلمة مقدر و عندو لحية .. و دارس شريعة ))
الان ..
كلمة (( زلمة )) لا اعرف صدقها من كذبها .. _ لا يصدق (( ال.... )) حتى يرى .
وكلمة (( ولاك )) ف (( هادا الخد اتعود عاللطم )) .. لن تهمني هذه الكلمة ..
بمعنى اخر (( تمسحت )) ..
(( مقدر )) نحن اعطيناه التقدير .. اذا نحن نستطيع ان نسحب منه هذا التقدير ..
و لكن المشكلة .. اننا نخاف ان يدعي علينا مثلا .. او ..........................
(( لحية )) ليس كل من اطلق العنان لدقنه .. اصبح شيخا او مفتيا ..
فلربما ..ليس معه من النقود ما يكفي لشراء شفرة حلاقة .. او الذهاب الى ((الحكيم)) .
اما عن (( دارس شريعة )) فليس لدي ما اقوله ..
لانني لا اريد ان اكفر سياسيا ..
ولا تسألوني ما العلاقة ..
فالدين اصبح سياسة .. و السياسة اصبحت دينا ..
و نحن نشرب من هذا الكوكتيل .. ولا نرتوي ..
و تتنوع القصص ..
فهذا الشيخ المدعي الذي يريد من خطيبته
ان تسقي امها حبوبا منومة ..
لانه (( ما بيرتاح يا بعدي )) بوجود الام في الجلسة ..
و اخر يحلل و يحرم .. و يخترع
سنة جديدة للدين .. و يفسر الاحاديث على مزاجه ..
و ينقلها للناس كما فهمها ..
و تتنوع وجهات النظر بين الشيخ فلان .. و المفتي ابن علان ..
فيدخلون في صراع .. و يبدؤون بتكفير
احدهما الاخر .. ولا ينتهي هذا الصراع الا
بموت احدهما.
كنا نقول .. ان لبنان يعيش حربا
اهلية .. و هو الان مقبل
على حرب جديدة (( لا قدر الله ))
و نتفلسف على بعضنا .. و نقرأ الاخبار .. ولا نفهم نصفها ..
و نحن نعيش كل يوم الف حرب اهلية
و طائفية ..
ستودي بمجتمعنا الى الهلاك ..
لا اذكر كم ان هذه القصة التي سأرويها قديمة ..
ففي حديث لي مع رجل دين ..
قال :
ان كل ديانة غير ديانتك يا صغيري
هي كفر .. و كذب ..
المفروض ان اصدق ..
و ان اعيش عمري كله على هذه الكذبة ..
لكن ربما لانني كطفل لم اطق لحيته ..
فلم اصدق من كلامه .. الا كلمة (( مرحبا )) .
بكل الاحوال ..
ان ما تكلمت عنه ، يعده معظم الناس
كفرا .
و بهذا الخصوص .. لا اعرف لماذا
اصبحنا نعد الكلام عن الشيوخ .. ((المزيفين))
كفرا ..
فأنا يا عالم لا اتلكم عن الله ..
لا و لم تأتي سيرة الدين في كلامي
كله .
فهل اصبحنا في زمان ..
يحارب فيه الناطق بالحقيقة . ؟
ام انني يجب ان اجلد . او ارجم حى الموت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و للحديث تتمة .
هاني فراس السواح ..