عرض مشاركة واحدة
قديم 12/11/2009   #11
شب و شيخ الشباب DARKNESS
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ DARKNESS
DARKNESS is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
In ThE DaRk
مشاركات:
1,755

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : nahla12 عرض المشاركة
صح واقعية كتير
بتمنى تعطيني رايك كمان بهالمقالة

http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=152342
و الله ما فيني قللك غير انو تحسرت حسرة بسيطة مع ابتسامة شاحبة شحوب الموت بعد ما قريت هالمقالة و ما فيني ما انقلها


منذ أيام، وفي إحدى المناسبات الوطنية وفيما كنت مستلقياً أتابع القناة المحلية التي كانت تبث برامج وأغاني في ذكرى تأسيس الجيش، لفت نظري حجم التعابير والكلمات العاطفية التي كان يستخدمها المذيعون والمذيعات، كذلك كانت حال الأغاني التي تم تقديمها في هذه المناسبة، وبين الحين والآخر كان مخرج العمل يعرض بعضاً من الأقوال «التاريخية» و«المأثورة» للقائد العام، ومقتطفات من خطبه وكلماته.
لا أعرف ما الذي جعلني في تلك اللحظات أعقد مقارنات متعبة وعقيمة بين ما يجري عندنا وبين ما يجري في الدول الغربية الديموقراطية، فتخيلت أن محطة «سي ان ان» الأميركية في إحدى برامجها، حيث هناك مناسبة قومية أو وطنية، تعرض بعضاً من خطب وكلمات الرئيس باراك أوباما ولكن على طريقة التلفزيون المحلي عندنا، فيقول المذيع الشهير لاري كينغ: «وكما قال القائد الرمز سيادة الرئيس باراك أوباما بمناسبة عيد الجيش، فإن جيشنا العقائدي الذي حطم وتصدى لكل المؤمرات الخارجية والرياح العاتية من كل حدب وصوب سوف يبقى قادراً على رد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه التفكير في استباحة أرضنا وسيادتنا وسمائنا».
أو أن مذيعة حسناء في تلك المحطة الأميركية تلتقي مع «الجنود البواسل» بمناسبة عيد الجيش فتسألهم على الطريقة المحلية: «ماذا تحب أن توجه للقائد في هذه المناسبة؟»، فيجيبها الجندي النحيل الذي يقف مثل المسطرة ووجهه الأصفر البائس يبدو مرتبكاً وخجلاً وخائفاً: «في هذه المناسبة العظيمة أقول اننا وراءك يا سيادة الرئيس المفدى باراك أوباما، وبالروح وبالدم والعرض والشرف والأولاد نفديك». فترد المذيعة الحسناء: «أحسنت يا مجند مايكل»، ثم تستكمل لقاءاتها مع
جندي آخر ينتظر دوره ليقول كلمات تشبه كلمات الجندي الذي سبقه.
حقاً، لماذا لا نشاهد مثل هذه التمثيليات البائسة واللغة السفيفة والسفيهة في الإعلام الغربي، ولماذا لا تتعامل وسائل الإعلام تلك مع نيكولاي ساركوزي، أو باراك أوباما، أو غوردون براون كما لو أنهم قديسون؟
وأيضاً لماذا هي وسائل الإعلام الأميركية تطالعنا كل يوم بأخبار الرئيس أوباما وزوجته ميشيل، ماذا فعلا وماذا قالا وماذا لبسا وأين أخطأ، بينما ممنوع على أي وسيلة إعلام محلية أن تنشر ولو مجرد خبر صغير عن مسؤولينا الكبار والقياديين
إلا بموافقتهما؟
أيضاً، لماذا تلاحق الكاميرات والصحافيون الرئيس أو المسؤول في الدولة الديموقراطية وتترصد كل حركاته وأقواله دون أن يضيره ذلك في شيء؟ ولماذا وسائل الإعلام في تلك الدول توجه انتقادات يومية لبعض كلمات الرئيس أو رئيس الوزراء كما تعارض خطته أو رؤيته في المجال الخارجي، أو الضمان الصحي، أو الشؤون العسكرية. فيما وسائل إعلامنا لا يسمح لها إلا في نشر كتابات المديح وتصوير القائد أو المسؤول كما لو أنه معصوم عن الخطأ؟
لماذا الكاميرا تلاحق زوجة المسؤول في الدول الغربية في كل تصرفاتها وأقوالها، وتدقق في طريقة مشيتها وماذا ارتدت وكيف ضحكت في وقت ما كان يجب عليها أن تضحك، أو عبست وكشّرت في وقت ما كان عليها أن تعبس وتكشر؟
في هذا السياق أذكر كيف أن وسائل الإعلام الأميركية وخلال زيارة الرئيس أوباما برفقة زوجته ميشيل إلى بريطانيا منذ أشهر عدة، كيف أنها توقفت كثيراً عند الحركة التي قامت بها السيدة الأميركية الأولى حين وضعت يدها على كتف الملكة اليزابيث، وقتذاك كتبت الكثير من المقالات والتحليلات النقدية لمجرد أن السيدة الأميركية الأولى قامت بهذا التصرف، فيما رأى آخرون أن ذلك كان طبيعياً وتعبيراً عن المودة والاحترام للملكة البريطانية.
أما عندنا فالسيدة الأولى التي تظهر في وسائل الإعلام، فتبدو، أو يتم تصويرها كما أو أنها قادمة من كوكب آخر، كلها عطف وحنان مثل الأم تيريزا، وأحياناً هي سيدة الأناقة وتفوق بذوقها وأناقتها على العارضة الشهيرة نعومي كامبل، كما تصر وسائل الإعلام المحلية على تصوير حجم أعمالها الخيرية ورعايتها للأطفال والمعاقين، وكيف تجهد لنشر التعليم ومحو الأمية في القرى البعيدة، وإيصال الكومبيوتر إلى المدارس الابتدائية.
باختصار، السيدة الأولى عندنا تبدو كما لو أنها ملاك قادم من السماء، بعكس السيدة الأولى في وسائل الإعلام الغربية، التي تبدو إنسانة من لحم ودم، تختلف مع زوجها، وربما يتطلقان، وتغني وترقص وتمارس الرياضة وتعتني بالحديقة وتربي أطفالها وتقوم بايصالهم الى المدارس حيث يتابعون تحصيلهم مع أطفال آخرين.
منذ أيام قرأت تحقيقاً مثيراً على الانترنت على صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية، عن طفلتي الرئيس باراك أوباما، وكانت فكرة التحقيق الصحافي تقوم على عرض آراء مختلفة ومتعارضة عن اصطحاب أوباما وزوجته ميشيل لطفلتيهما في رحلاتهما الخارجية. كان التحقيق مهنياً ومتوازناً وعرض جميع الأفكار المختلفة، وعندما فرغت من قراءته، قلت في نفسي: لم يخرب الكون ولم يتهدد الأمن القومي الأميركي لمجرد أن تحقيقاً صحافياً تناول أبناء الرئيس أوباما.
أيضاً، يلفت النظر عندنا كيف أن بعض الشوارع في العاصمة تصبح نظيفة فجأة، وينقطع فيها السير، وتعيش في حالة اختناق مرورية تمتد إلى ساعات لمجرد أن القائد سوف يمر من هنا، بينما هناك يمر الرئيس دون موكب عرمرم، لا بل يمكن أن يصعد المسؤول في المترو ويركب الدراجة الهوائية. لا أنسى أبداً خلال زيارتي إلى احدى العواصم الغربية، كيف أن جنرالاً كبيراً صعد في المترو ووقف كما بقية العباد الذين لم يجدوا مقعداً فارغاً بسبب الازدحام، تذكرت مباشرة وطني، حيث يخصص لمجرد ضابط صغير، وربما يكون ضابطاً فاسداً، بضع سيارات له ولزوجته وأبنائه من حسابنا، نحن المواطنين دافعي الضرائب.
في تلك الزيارة أيضاً، وفيما كنت استقل سيارة اجرة لأزور أحد المتاحف، أخبرني السائق الذي كانت ملامحه هندية، كيف أنه قام بإيصال وزير الصحة في تلك الدولة في اليوم السابق، وبالصدفة إلى ذلك المتحف، قلت له ضاحكاً ومستغربا: «أعرف أن الحكومات في كل العالم تخصص سيارات عدة لكل وزير في الحكومة، فرد السائق ضاحكا:
انها زيارة خاصة كان يقوم بها الوزير إلى المتحف، ولا يحق له أن يأخذ سيارة الوزارة، انها سيارة تعود ملكيتها لدافع الضرائب، ويتحرك فيها فقط خلال المهام الرسمية.»
بالمناسبة، الغرب ليس مكاناً وحضارة يصدران الشرور لنا فقط كما يعتقد البعض منا أو كما تحاول أن تصوره برامجنا المحلية في المناسبات الوطنية.

نحن ننتظر الضياء و لكننا نرى الظلام

---------------------------------------------------------------

ذو العينين البراقتين ......... الذي يقرر المصائر .............


DaRkNeSs LoRd

Lord Of DarkneSs

Lord Of The Sweet Sadness
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04037 seconds with 11 queries