عرض مشاركة واحدة
قديم 09/09/2008   #7
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي من علــّق الأقمار كالحلمات


سمرٌ وموسيقا...‏
توهَّجتِ الكؤوسُ،‏
فدُرْ على العشّاقِ بالراحِ،‏
اسقِهم،‏
فلعلَّهمْ- يا ربُّ-‏
إنْ شربوا رأوكَ‏
كوردةٍ حمراءَ‏
تفترشُ السهولَ‏
على جبينِ الطاولَةْ.‏
هذا هو الكرمُ الذي فتَّشْتُ عنهُ هناكَ،‏
ردّتني الليالي خاويَ الكأسِ،‏
احتستْ جسدي الصبايا الغامضاتُ‏
على الورقْ،‏
سمرٌ وبحرٌ من عرقْ،‏
فأُضِئْتُ وانزلقتْ ثلوجي‏
نحوَ سفحِ العمرِ،‏
سلَّمها السوادُ إلى البياضِ،‏
فأُشعِلَتْ قمراً يصلّي للأفقْ.‏
ليلي، وأقماري،‏
وكأسي،‏
نشوتي...‏
هي صحوتي،‏
وهي الصَّبَا‏
أغرى الكؤوسَ،‏
صدى صبايا كنتُ قد عانقتهم في اللهِ،‏
فانتشروا صباحاً‏
أيقظَ الغزلانَ‏
في لهفِ السهولِ الغافلةْ.‏
هي رقصةٌ للروحِ واشتعلَ الجسَدْ.‏
فعبرتُ في أنهارِها‏
من أوَّلِ الرعشاتِ،‏
حتَّى آخرِ العرباتِ‏
في أقصى البلدْ.‏
منْ أيقظَ الطفلَ اليتيمَ‏
من النحيبِ إلى الهدايا‏
الحالماتِ بصمتِهِ؟‏
من علَّقَ الأقمارَ‏
كالحلماتِ، تَرضعُ جوعَهُ‏
ليصيرَ حقلاً‏
ثمَّ شمساً‏
ثم فُسْتُقَةً يُقَمِّرها الشَّبَقْ؟!‏
ليلٌ بدائيٌّ‏
على شبّاكهِ حطَّ النزقْ‏
فتطايرَ الزغبُ الممشَّطُ بالحرارةِ‏
فوقَ أنقاضِ القلقْ.‏
هدهدْ كؤوسي‏
يا حبيبي،‏
فهي قد أمِنَتْ شفاهكَ،‏
وهي قد ألفَتْ أناملكَ الشفيفةَ،‏
وهي قد تركتْ على خدّيكَ إصبَعَها‏
وغاصتْ في الجبالِ السائلةْ.‏
فشربتُ...‏
تسكنني السهولُ،‏
أمرُّ من قممِ الجبالِ‏
إلى البروقِ،‏
لأدخلَ النصفَ المنيرَ من البلادِ‏
ومن عيوني.‏
سيّجيني،‏
واحمليني يا بلادُ إلى البلادْ.‏
الثلجُ أتعبهُ الرمادْ‏
لنْ يفهمَ الثلجَ الجميلَ بداخلي‏
إلاّكِ،‏
وهجُكِ أدركَ الأمطارَ‏
تضحكُ في اغتسالي‏
من ثقوبِ الوهمِ،‏
فاحترقتْ ضلوعي.‏
أشعلي النارَ اللطيفةَ في عيونكِ‏
فوقَ هاماتِ الجبالِ،‏
ليسقطَ الفحمُ...‏
اكتبيني،‏
تنبتُ الأزهارُ في درجِ الطفولةِ مرَّةً أخرى‏
وينفتحُ القميصُ‏
على السماءِ الكامِلَةْ.‏
العَرَّافة‏
قالت عرَّافةُ حارتِنا:‏
((في يومِ كذا‏
من شهرِ كذا‏
ستجيءُ حبيبتُكَ))‏
امتلأَ الكونُ وروداً‏
وانسكبَ الفجرُ عليَّ‏
وصبَّتْ شرفاتُ صبايا الحيّ‏
أصيصَ الزهرِ بقلبي‏
وانقلبَ الحبُّ على الوقتِ‏
انقلبَ الوقتُ على زقزقةِ العصفورِ‏
فصارَ العصفورُ يزقزقني‏
وخرجتُ أفتِّشُ‏
في الشارعِ والساحاتِ‏
وبابِ المدرسةِ الأولى..‏
في الوردةِ والهالِ وحقلِ الينسونِ‏
وكلِّ زوايا الضيعةِ.‏
كلُّ زوايا الضيعةِ‏
تنشرُ موسيقا الليلِ‏
وآهاتِ اللذَّةِ‏
تسكنني كلُّ خلايا النحلِ...‏
لعلَّ العرَّافةَ تعني‏
حبّي الأوّل ذا السبعةِ أطفالٍ‏
لمْ ألمحها!‏
لا‏
فالعرَّافة تعني‏
تلكَ الدافئةَ العينين.‏
فقدْ أخذتني‏
منذُ شهورٍ،‏
ما زلْتُ أسافرُ معها‏
حتى في هذا الوقتِ الآخرِ،‏
لمْ تقصدْها‏
والحبُّ الثاني الغافي من خمسِ سنين؟‏
لم تأتِ..!‏
وحُبِّي الثالثُ والرابعُ... والعاشرُ؟‏
لم يأتينَ!‏
إذاً فالعرَّافةُ تعني‏
تلكَ المجهولةَ...‏
كمْ ذخّرتُ لها أشرعةً‏
ووروداً‏
كلُّ اللائي جئْنَ ذهَبْنَ‏
فهل كُنَّ بحقٍّ بعضَ سمائكِ؟‏
كي أدعوهنَّ حبيباتي‏
يا مجهولةُ‏
أرجوكِ‏
ابقي في ملكوتِ خيالِ الشاعرِ‏
لا تأتي‏
لا تدعي العرَّافةَ تلمحُك الآنَ‏
تواري خلفَ الكلماتِ‏
وضيعي لحناً أبديَّاً‏
ها.. إنّي ألمحُ شيئاً‏
ليس سوى شبحِ العرَّافةِ،‏
يخرجُ من قعرِ الفنجانِ‏
المكسورِ على نافذةِ القلبِ‏
شظايا،‏
وصبايا،‏
لنْ يأتين،‏
إناثاً‏
لمْ ينضجْنَ،‏
حطامَ (أثينا)‏
وعصا (أوذيسَ)‏
تعذّبهُ.‏
ضاعتْ منه الطرقاتُ‏
وغابتْ في الغيمِ (أثينا).‏


تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08974 seconds with 11 queries