انجاز علمي يستحق التأمل
الارتطام الناجح للكبسولة في المذنب يأتي ضمن دراسة تهدف لدراسة محتويات المذنب الكبير.
باسادينا (كاليفورنيا) -ارتطمت كبسولة اطلقتها المركبة الاميركية "ديب امباكت" صباح الاثنين بالمذنب "تمبل-1" الذي يسير عبر النظام الشمسي في اطار تجربة تهدف الى دراسة المذنب الذي يبعد عن الارض حوالى 133 مليون كيلومتر.
وصاح المسؤولون في مركز التحكم "رائع! رائع!" بعد ان تاكد الاصطدام. وقالوا "لقد ارتطمت الكبسولة في المكان الذي نريده بالضبط".
واظهرت صورة ارسلت الى الارض عبر مسبار منفصل وهجا قويا من الضوء عند ارتطام الكبسولة بالمذنب الهائم الذي يسير بسرعة تقارب 37 الف كيلومتر في الساعة ويساوي في حجمه جزيرة منهاتن الاميركية.
وارسلت الكبسولة صورا واضحة عن المذنب حتى لحظات قليلة من ارتطامها به.
واظهرت الصور حفرا وفوهات وربما مسطحات جليدية على المذنب الذي يشبه شكله حبة البطاطس والذي تم اكتشافه في عام 1867 واطلق عليه اسم "تمبل 1".
وصرح تشارلز الاشي مدير مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا "لقد وضعنا خيطا ليتبعه الآخرون".
وكان قد تم اطلاق المركبة الفضائية "ديب امباكت" من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا في كانون الثاني/يناير وقامت برحلة استمرت 173 يوما قطعت خلالها 431 مليون كيلومتر نحو المذنب الذي يبلغ قطر نواته ستة كيلومترات.
وقال المدير المساعد لناسا آل دياز ان نجاح التجربة يعود الى التعاون الواسع بين العلماء والباحثين داخل وخارج الولايات المتحدة.
وصرح للصحافيين "انه من المذهل جدا (...) ان نستطيع رصد المذنب لهذه الفترة من الوقت ثم نضع مركبة فضائية بطريقة تخلق كل هذا التوهج (...) لقد عقدت الدهشة لساني".
ورغم انه لا يزال يتوجب تحليل الصور، الا انه يتوقع ان يكون الاصطدام قد احدث فجوة كبيرة في سطح المذنب سترسل سحابة من الثلج والغبار والحطام يأمل الباحثون ان يوفر تحليلها معلومات قيمة.
وقام مسبار منفصل اطلقته المركبة، بارسال صور للسحابة الناتجة عن الاصطدام والتي يعتقد العلماء انها ربما تحتوي على جزيئات من نواة المذنب.
وتعتبر مليارات المذنبات التي تدور حول الشمس، مخلفات سحابة هائلة من الغاز والغبار تكثفت لتشكل الشمس والكواكب قبل نحو 4.6 مليارات سنة.
وبالتالي فانه يعتقد ان بنتيها الجيولوجية والكيمائية تحتوي على ادلة هامة على طبيعة الكون.
وكان المذنب اطلق يوم السبت المزيد من الجليد والغبار مما زاد من حجم السحابة التي تحيط به.
وهذه هي المرة الرابعة التي يحدث فيها ذلك خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، الا ان ذلك لم يثر قلق علماء ناسا، طبقا لمدير المشروع ريك غرامير.
واضاف "ان المذنب كان بالتاكيد مليئا بالمفاجات، وربما يكون فيه مزيد منها".
وقد كلفت العملية 333 مليون دولار وكان المذنب والكبسولة يتحركان بسرعة
37100 كيلومتر في الساعة اي ما يفوق سرعة الطلقة النارية بعشر مرات على الاقل.
ورغم ان التجربة تذكر بفيلم "ديب امباكت" (199
الذي يتم فيه ارسال سفينة فضائية لزرع قنبلة نووية داخل مذنب لابعاده حتى لا يصطدم بالارض، الا ان العلماء يؤكدون ان التجربة الواقعية على المذنب تمبل-1 هدفها علمي بصورة حصرية.
ويؤكد دون يومانس من فريق علماء وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) العاملين على المشروع ان الارتطام بنواة المذنب "لن يغير من مساره". ويضيف العالم في مختبر الدفع النفاث للصحافيين ان "المذنب تمبل-1 لا يشكل اي تهديد للارض لا الان ولا في المستقبل المنظور".
الاطرميز واحد ...بس الزيتون كتير و متنوع