[Nirvana]

"- انها أحجية عظيمة، فإذا أردنا الحصول على الحرية في هذا العالم القذر يجب أن نقوم بهذه الجرائم، وهذه الخدع القذرة، أليس كذلك؟ أقول، إذا أخبرتك عن كل هذه الجرائم المريعة لوقف شعر رأسك! ولكن ما هي نتيجة كل ذلك؟ الحرية! فبدلاً أن يزيلنا الله تعالى بصاعقة من عنده يمنحنا الحرية! إني لا أفهم حقاً ...

ونظر إلي كأنه يطلب العون مني، وقد لاحظت أن هذه المعضلة قد شغلته وآلمته و لم يتمكن من كشف سرها، ثم سألني بقلق:
- هل فهمت؟!

ماذا أفهم! وماذا أقول له؟ فإما هذا الذي ندعوه إلهاً غير موجود، أو أن تكون هذه الذي ندعوها جرائم واغتيالات ضرورية للكفاح من أجل حرية العالم، وحاولت أن أجد له طريقاً أسهل لأشرح له الأمر.

- كيف تستطيع الزهرة أن تنمو وتعيش وسط السماد والقذارة؟ افترض يا زوربا لنفسك أن هذه الأقذار هي الإنسان وأن الزهرة هي الحرية.

- ولكن البذرة؟

صاح زوربا وهو يضرب الطاولة بقبضة يده ويقول:
- لكي تنبت الزهرة يجب أن يكون هناك بذرة، من هو الذي وضع بذرة كهذه في جوفنا؟ ولماذا لا تنبت البذرة زهور لطيفة شريفة؟ لماذا تحتاج إلى الدم والأوساخ؟ "


هذا مقطع من " زوربا " .



ألا نتساءل جميعنا عن هذا العالم ؟
عن العنف والدم الذي يسفك كل يوم من أجل الحرية؟
هل يجب أن نموت مائة مرة كي نعيش بضعة لحظات من الحرية؟
إذا كان الله موجوداً، لمَ فعل هذا بنا؟ لم جعلنا أنصاف بشر؟ شظايا إنسان؟ بقايا إنسانية؟ وعبيد نُساق بأغلالٍ إلى الموت .. إلى النهاية؟
ألا نستحق الحياة؟ ألا نستحق الحرية؟
أو أن الحياة هكذا شبه حياة وشبه موت؟

وأتوجه إلى جماعة الايمان بالله وأديانه السماوية وكلّي احترام وتقدير لهم ولايمانهم، ألا يحق لي كإنسان حر ذو عقل ومنطق وإحساس أن أتساءل:
أين أنت يا الله؟
لم أثقلت كاهلنا بما لا نستطيع حمله؟
لم تركتنا نذبح ونسفك ونقتل ونموت وأنت الذي أردت لنا الخلق والحياة؟
هل تسمعنا؟ هل أنت موجود؟