[yass]

-5-

الصباح

خبر مؤلم... انتشر عبر وسائط الإعلام.. و هزّني في أعماقي كما لو أن الانفجار قد حصل في قلبي..

الإجرام الإرهابي يضرب العاصمة... و يخلّف ورائه قتلى و جرحى...و جرح مؤلم...


أتضامن بشكل كامل مع الضحايا و عائلاتهم و أصدقائهم, و قلبي معهم و دموعي لأجلهم.. و أعتقد أن هذه هي ردة الفعل الطبيعية, فالوقوف معهم, ماديا و معنويا, و مؤازرتهم في هذه اللحظات العصيبة, هو واجب وطني مقدّس...


لكن يبدو أن البديهية التي كنت أعتقد وجودها ليست واضحة تماما, فمن المدهش رؤية التعامل الإعلامي و حتى الشعبي مع هذه الكارثة, فالحديث يدور, على نسق الصحافة الصفراء القذرة, حول نظريات مؤامرة و احتمالات تورطات, منذ اللحظة الأولى. و لا أثر للموضوع الأهم, و هو الضحايا, بل أنهم مجرد رقم.. رقم بدون أي عاطفة و شعور..


أعتقد أن هؤلاء الأبطال المجهولين يستحقون أن يكون هناك مهلة زمنية يكون فيها احترامهم و احترام خسائرهم و آلامهم هو السائد, و إن كانت هذه النظريات و الاحتمالات و المؤامرات حتمية... فلتنتظر قليلا, فهنالك ما هو أهم..


دعوة للتفكير و للنقد و النقد الذاتي لنا جميعا... حول إنسانيتنا




الظهر

يتناقشون حول المبادرة الحكومية الأميركية لإنقاذ البنوك.. و لا أعلم إن كانوا قد وافقوا على هذه المبادرة أم لا...


المبادرة تتلخص بتكفّل الحكومة الأميركية دفع جميع الخسائر للبنوك, و هو مبلغ طائل سوف يخرج من ضرائب الشعب الأميركي, و ما يسرقه الجهاز الامبريالي من جميع شعوب العالم.. هذه الخسائر ناتجة عن شيء واحد فقط و هو جشع البنوك اللامحدود...


هذه هي الرأسمالية... الكبير يأكل الصغير, كشريعة الغاب.. مع وجود فرق: عندما يصاب الكبير بالتخمة, تتحوّل الحكومات إلى طبيب يعالج الجهاز الهضمي بشكل إسعافي, كي يعود لافتراس الصغار بأسرع وقت ممكن... و فاتورة الطبيب.. يدفعها الصغير المفترَس كذلك...




العصر

"إن تقدمت, اتبعني.. إن توقفت, ادفعني.. إن تراجعت.. اقتلني"


غيفارا يضع هذا القانون.. كي تتبعه الشعوب في التعامل مع طليعتها... في جميع المجالات, ليس فقط الحكومات, بل كل من يقود مجالا من مجالات الحياة..

أؤمن بهذا الكلام بشكل كبير... و أعتقد أنه لو تم تطبيقه فعلا... لما توقّف التطوّر الإنساني أبدا... فمشكلتنا الكبرى تكمن في الطليعة المتخمة, التي ارتاحت في كرسيها, و التي تعتقد أنه لا بديل عنها...


جملة أخرى لـ "تشي",استغربت أنني لم أكن أعرفها قبلا .. مرّت علي اليوم.. و استهوتني.. إذ يقول في سياق مقابلة صحفية:" دعني أقول لك, رغم أنك قد تعتبر كلامي سخيفا, أن الثوري الحقيقي يقرر و يقود و يوجّه نفسه باستخدام الحب, كدليل".

أعود اليوم... للإيمان بالثورة

وليحيا غيفارا




المغرب

"مقتل خمس سوريين غرقا و فقدان 23 عند محاولتهم الوصول إلى قبرص بشكل غير شرعي"

قرأت هذا الخبر اليوم في أحد المواقع الإعلامية السورية, و ضرب قلبي بناقوس الحزن و الألم.. للمرة الثانية خلال يومين.


لي خبرة في العمل متطوعا بمنظمات الإغاثة العاملة في مجال مساعدة المهاجرين المغاربة و الأفارقة الذين يصلون السواحل الاسبانية بشكل غير شرعي, و شبه انتحاري في أغلب الأحيان.. و أسمع أخبارا مشابهة لهذا الخبر يوميا... لكن هذا العنوان بالذات... أمسكني.. لسببين

الأول.. أنهم أبناء بلدي.. و لا يحتاج هذا السبب إلى توضيح أكبر

الثاني.. أن المهاجرين الأفارقة يحاولون الوصول إلى أوربا الغربية...و ما أدراك ما أوربا الغربية... بينما يحاول هؤلاء المساكين الوصول إلى قبرص.. جزيرة صغيرة لا تستحق, كمساحة و كموارد, أن تكون أكثر من محافظة من محافظات سوريا...


الخبر الكارثي يبدو أنه لا يعني أحدا.. أو لا يعني أكثر من حلقة باب الحارة ... لذلك.. أكرر الدعوة المدرجة أعلاه للتفكير و النقد و النقد الذاتي ... حول إنسانيتنا




الليل

غدا عيد الفطر.. كل عام و أنتم بخير.. و لتكن أيامكم أعيادا ... كلها

أتذكر فرحة العيد... الثياب و "العيديات" و الحلوى و مدينة الملاهي و كثير من التسليات الأخرى غير الموجودة خارج أيام العيد.


أتذكر بشكل خاص هذا الشعور الراقص في القلب.. للطفل عندما يستيقظ مبكرا جدا في اليوم الأول للعيد... ليركض نحو ثيابه الجديدة, لكي يواعد أصدقائه... إنه شعور أحنّ إليه جدا... بعد سنوات ليست بكثيرة.. لكن بعد تغييرات جذرية في حياتي..

أعتقد أننا... لو اعتدنا على الجلوس وحدنا ولو دقائق قليلة في اليوم... و عدنا بنفسنا و بقلوبنا و أرواحنا... إلى بساطة الطفولة... و فرحتها و أملها و جمالها.. و بهجتها.. لكانت هذه الجلسات, أفضل علاج نفساني ممكن.. و لكانت حياتنا أجمل قليلا...




أتجرّب؟








Yass