9 آب
يُحكى أنًه في حقبة ما من الزمن , كانت إيرلندا مملكة و لم يكن للملك الحاكم أولاد . فطلب من معاونيه أن يعلّقوا على الأشجار في كافّة أنحاء المملكة إعلانات تدعو مَن يرى نفسه أهلاً لأن يكون وليّ عهد الملك أن يحضر لمقابلة الملك - و لكن على كلّ مَن يتقدّم أن يتحلّى بصفتين أساسيّتين : أن يكون محبّاً لله و محبّاً لإخوته البشر .
رأى شابّ ذلك الإعلان و شعر أنّه يتحلى بالصفتين اللتين ذكرهما الملك . و لكنّه كان فقيراً لا يملك الثياب التي تليق بالملك و غير قادر على شراء ما يلزم من زاد للسفر . فقرّر أن يستعطي و يقترض إلى أن يوفّر لنفسه تلك الحاجيات . و ما أن توفّر كلّ شيء لديه حتّى سار نحو القصر , و لمّا أصبح على مقربة منه رأى إلى جانب الطريق فقيراً يستعطي و هو يرتجف من البرد و لا يرتدي سوى بعض الثياب الرثّة .
فامتدّت يداه نحو ذلك الشابّ و بصوت مرتجف قال : " أنا جائع و البرد يلفحني فهل لك أن تساعدني ؟ "
فرقّ قلب الشابّ فخلع ثوبه الجديد و بدّله بالخرق التي كان الفقير يرتديها . و بكلّ عفويّة و كرم أعطى الزاد الذي كان يحمله للفقير . إنّه كان حقّاً محبّاً لله و لإخوته البشر
.