لا خَضَراء وَلا رَمادّية،
لولا هذا الغُبارُ الذي يُحَدِدُ مَلامح السَكِينةَ...
لولا الضَجيجُ الذي تصنعه أقدام الحفاةِ على حافةِ الوقتِ المتبقي لنا،
هي لا تتجاوزُ حجم مدينةٍ،
سوى ليستريح من عناء البقاءِ وحيداً دونك،
ولا أشاركُ الآخرين كذبتهم الحزينة،
تمنعني أن أتشكلَ بين أصابعك،
تمنعني التزعزعَ على سطور أيامك،
وما هي إلا هامشُ الحبرِ الفائض،
تقتلنُي لتمحو أثار فرحي عن جبينها،
وتقتلك خوفاً من رحيل السنونو عن أرض ميلادك،
كل شي فيها يُولد من سراب،
الصمت يؤثث ما تبقى من الخوف والرمال ،
يا إلهي كم أكره هذا الصمت البائس،
والجبل الذي لا يحمل الملح ولا الغابات،
طائرٌ من ورقٍ يحترقُ برطوبةِ الغيم،
أحزنُ وحيدةً ويمتدُ حزني حتى بقايا صوتك،
وغيابك يتشكل في قاع السلام والحمام والرخام
وعيناك بيتنا الدمشقي القديم
وعذوبة نهرٍ كنت أقضي طفولتي امسك أنجمه
وينذرني بأمطارٍ وشتاءٍ حزين
كل هذا...كل هذا!
يحدثُ في غيابك الطويل...
جدل