سبق غبائي في التعامل معك ..
لست ادري ما السر الذي يكتنف حضورك .. والذي يدفع ذكائي أن يهاجر بعيدا ً بعيدا ً كلما التقينا بطريقة ما .. وما أقل لقاءاتنا وما أغربها ..
معك أجيد التصرف .. بغباء غريب ، أجيب عن اسئلتك بكلمات لا اعنيهاأصمت انا التي تحيا من خلال ثرثرتها
أتلعثم ..أطيل النظر إلى حروفك وأحفظها .. فأنسى أنك تنتظر رديأو اندفع بكلماتي سريعا سريعا ً .. حتى تتداخل الحروف دون معنى في بعضهافتحتج وتطلب مني أن اهدأ .. وكيف أهدأ و أنت " هنا "،
أردد " اشتقتلك .. " لكنني اكتشف بعدها انني كنت ارددها في سري .. وانها لم تخرج خارج دائرتي
معك .. تتحول ثقتي بنفسي إلى رهاب يحاول أن يتماسك ويحافظ على وجودي فقط
معك .. أعادي اللغة للمرة الأولى ، فتخذلني وأخذلها وأعلق في الجمل الاعتيادية التي لا تعني شيئا ً
تفرض علي ّ جديتك ، المفرطة في الأناقة والرسمية .. أن أكتم فرحي وطفوليتي ، وأستحيل صدى ً لمفرداتك أنت ولغتك أنت
يجرفني تواجدك .. فأنسى كيف كان علي ّ أن اتحدث ، وأنسى عفويتي التي تجتاح علاقاتي كلها
يجردني .. التواجد معك على المساحة ذاتها ، من الصوت ، من الزمان ، .. من كل ما اعتقد انه يميزني
وبعدما يحتضنك الغياب في جوفه ، أشعر أن لدي الكثير لأقوله
والكثير لأجيب عنه .. وملايين التساؤلات
وأكرر العهد على ذاتي .. أنني سأتماسك في حضورك ، سأجيبك إن سألتني عن أحوالي .. بأنني مشتاقة .. وآلاف الأفكار الصغيرة التي أخبئها لك
وإن سألتني إن كنت عاتبة عليك .. على غيابك ، لن ادعي لامبالاتي .. وسأشاركك رماد احتراقي بالاشتياق اليك
ولكن ما أن تطل مجددا .. يتنافر حضورك مع ذكائي ،
فتهرب بديهتي حتى أقاصي الأرض
سيدي ، صدقني انا لست بهذه السذاجة التي أبدو بها كلما حادثتك
أنا يا صديقي أتصف عادة بالذكاء .. إلا معك أنت ..