2 حزيران أنا لن أصبح ناضجا ًبما فيه الكفاية لكي أدخل في علاقة صداقة حقيقية ، إلا عندما أفهم وأقتنع بأنه لا يمكنني أن أحكم على نية إنسان آخر . يجب أن يكون لدي من التواضع والتعقل ما يجعلني أخشع أمام سر الإنسان وتشعبات شخصيته . وإذا حكمت عليك ، فذلك يعني أني لم أنضج بعد ولا أصبحت أهلا ً لأن أدخل في صداقة حقيقية معك .
فلا تحسب صراحتي معك حكما ً عليك ، فإنها لا تحكم حتى علي أنا . إذا قلت لك مثلا ً : " أنا لست مرتاحا ً معك " . أكون قد صارحتك بما أشعر به ولكني ما عنيت أبدا ً أنك أنت السبب في عدم ارتياحي ، وربما كانت المشكلة في شعوري أنا بمركب نقص تجاهك ، أو في تقديري الخاطئ لمستوى ذكائك . أنا ما قلت أن أحدنا على خطأ ، ولكني بحت لك فقط بما أحسست به تجاهك في برهة من الزمن .
وهكذا سيكون الأمر إذا قلت لك أنني أشعر بغضب نحوك أو أن ما قلت قد آلمني . فربما كانت أنانيتي هي التي جعلتني سريع التأثر ، أم تراه الخوف عندي وشعوري بالاضطهاد ؟ لست أدري ، وقد يستحيل علي ّ أن أتثبت من ذلك . أن أجزم بالتأكيد فذلك حكم . وكل ما يمكنني قوله هو ان ذلك كان شعوري ولا يزال .
ولو قلت لك بأن عملا ما قمت به قد أزعجني . فهذا لا يعني أن عملك مزعج أو خاطئ بل مجرد أني شعرت بانزعاج وقد يكون السبب ألما عندي في الرأس أو المعدة ، او الأرق الذي أصابني ليلة البارحة .. الحقيقة لست أدري . كل ما اعرف هو أني أحاول أن أقول لك أن انزعاجا ً يخالجني في هذه اللحظة