عرض مشاركة واحدة
قديم 22/12/2008   #6
صبيّة و ست الصبايا الصمت الناطق
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الصمت الناطق
الصمت الناطق is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
مشاركات:
426

افتراضي


هناك قراءات اسطورية للتاريخ

ففي الزمن القديم كانت الغاية من قراءة التاريخ تبرير الظواهر الاجتماعية والطبيعية التي لا يعرف الجيل الحاضر تفسيراً لها ولهذا اتخذت القراءة سمة " اسطورية "
لكي تبرر للناس حياتهم الحاضرة ولكي تبرر خضوعهم للنظام السياسي ومنظومة القيم والعادات والأخلاق السائدة في مجتمعهم .
ثم جاءت القراءة الدينية للماضي محاولة للتفسير وللتلقين الأخلاقي والديني من خلال استخدام الماضي استخداماً عملياً وتعليمياً وهو مايفسر لنا وجود المادة التاريخية في الكتب المقدسة للديانات الإنسانية الكبرى .
ومن ناحية أخرى كانت القراءة الدينية للتاريخ محاولة لصياغة رؤية الجماعة الدينية لذاتها وللآخر .
فالقراءة اليهودية ركزت على فكرة الاختيار والأرض الموعودة .
على حين ركزت القراءة المسيحية على فكرة الخلاص .
أما القراءة الإسلامية فقد ركزت على أخوة بني الإنسان من ناحية وفكرة خلافة الإنسان في الكون لإعماره من ناحية أخرى .
وهناك " قراءات " أخرى للتاريخ تجلّت في " تاريخ التاريخ " منها القراءة العنصرية التي بررت التحركات الاستعمارية ( رسالة الرجل الأبيض ) وبررت دعاوي التفوق العرقي وقد ازدهرت في ظل النازية والفاشية .
ومنها القراءة الاشتراكية التي بررت القبضة الشيوعية على التجمعات التي خضعت لهذا النمط من الحكم .
وفي ظل التطورات الديمقراطية ظهرت قراءات أخرى للتاريخ أبرزها يتمثل في القراءة الشعبية التي تبرز دور لاناس العاديين في صنع التاريخ .
وقد أفرز هذا الواقع حقائق جديدة على مستوى الدراسات التاريخية إذ أن قراءة التاريخ قد اختلفت من عصر لآخر ومن مجتمع إلى مجتمع غيره وليس معنى هذا أن التاريخ بوقائعه وأحداثه يخضع لإعادة صياغة دائمة لأن ذلك يعد نوعاً من " تأليف التاريخ الذي هو في التحليل الأخير (( تزييف للتاريخ )) وإنما يعني أن كل عصر وكل جيل في المجتمع يبحث عن العناصر التاريخية التي تفيد في توضيح الحاضر واستشراق أفاق المستقبل .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03944 seconds with 11 queries