عرض مشاركة واحدة
قديم 25/12/2008   #4
شب و شيخ الشباب عطر سوريا
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ عطر سوريا
عطر سوريا is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
صرنا جوا القبر
مشاركات:
1,479

إرسال خطاب ICQ إلى عطر سوريا إرسال خطاب MSN إلى عطر سوريا
افتراضي دور أشرف مروان في الخديعة المصرية لإسرائيل في حرب تشرين


المشهد الاسرائيلي
بين الحين والآخر تنشب معركة إعلامية في إسرائيل بين هذا السياسي أو ذاك حول واحدة من القضايا الكثيرة الصغيرة والكبيرة المختلف عليها. ولكن الخلاف بين الرئيسين السابقين لشعبة الاستخبارات العسكرية والموساد أثناء حرب تشرين عام 1973 إيلي زعيرا وتسفي زامير يعتبر الأشد إثارة. فهو ليس مجرد خلاف شخصي بين عجائز مضت عقود على إحالتهما إلى التقاعد وإنما هو صراع على جرح لم يبرأ منه المجتمع الإسرائيلي ويتمثل في المباغتة العربية لإسرائيل في تلك الحرب.
ومن المعروف أن حرب تشرين، والتي عبر فيها الجيش المصري قناة السويس ووصلت طلائع الدبابات السورية إلى جسر بنات يعقوب، قضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر. ورغم أن العديد من قادة الجيش الإسرائيلي وفي مقدمتهم رئيس الأركان آنذاك دافيد العازار دفعوا ثمن المفاجأة فإن الأنظار جميعها تركزت حول الذراع الضارب لإسرائيل والمتمثل في الاستخبارات الإسرائيلية. وإذا كانت الحرب قد زعزعت المجتمع والجيش الإسرائيلي فإنها أصابت بهزة أرضية شديدة الاستخبارات بشقيها العسكري والموساد.
وفي ظل تبادل الاتهامات بين الموساد والاستخبارات العسكرية وهي اتهامات لا تنحصر في المنافسة الجارية الآن وحسب بل تعود إلى سني إقامة الدولة اليهودية تحتل حرب تشرين مكانة مركزية. ومنذ سنوات تبين أن أحد أبرز جوانب الخلاف يتركز حول الدور الذي لعبه عميل مصري في التأسيس لفكرة "المفهوم" الذي خدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ودفعها إلى تجاهل المعطيات والوقوع في فخ مصري. وجرت الإشارة إلى أن هذا العميل كان عميلا مزدوجا هو أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وزوج ابنته منى.
ومؤخرا وصلت القضية إلى المحاكم الإسرائيلية بعد قيام الجنرال إيلي زعيرا برفع دعوى قدح وذم ضد رئيس الموساد الأسبق تسفي زامير. وقد رفعت القضية بعد المعركة الصاخبة التي اندلعت بين الجنرالين على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد العبرية.
فقد اتهم زامير زعيرا صراحة بأنه كان وراء تسريب اسم أشرف مروان للباحث الإسرائيلي أهرون برغمان، وقال ان لديه "الأوراق التي تثبت ذلك، كما أن مؤلف الكتاب تحدث عن اللقاء الذي جمع بينه وبين زعيرا في منزل الأخير". ودعا زامير إلى تقديم زعيرا للمحاكمة بتهمة إفشاء أسرار الدولة والإساءة إلى أبسط قواعد العمل الاستخباري المتمثلة بعدم كشف المصادر.
وقد بدأت هذه المعركة عندما قرر زعيرا أن يكسر الصمت ويتحدث في حلقتين تلفزيونيتين حول مسؤوليته في التقصير الاستخباري الذي قاد للمباغتة العربية في الحرب. وقال زعيرا: "أنا أتحمل أخطاء التقديرات الاستخبارية قبيل الحرب، فقد تمسكت أنا وضباط وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان) بفرضية أن احتمالات الحرب ضئيلة".
وطلب رئيس الموساد آنذاك تسفي زامير حق الرد في التلفزيون حيث قال ان ايلي زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية أثناء حرب تشرين، ضلل الجيش والحكومة الإسرائيلية عن عمد.
ولكن في خلفية الصراع بين الرجلين خلاف حول ما إذا كان مروان مجرد عميل أم أنه عميل مزدوج. ويؤمن زعيرا بأن مروان هو النجاح الأكبر للاستخبارات المصرية قبل وأثناء حرب أكتوبر حيث أفلحت في زرعه ونيل ثقة الاستخبارات الإسرائيلية به ثم تضليلها بعد ذلك.
ويبرر زعيرا موقفه بالقول ان أشرف مروان رافق الرئيس أنور السادات في لقائه مع الملك فيصل في السعودية في آب 73، حين أخبر السادات فيصل بنيته شن الحرب قريبا جدا. ويتساءل زعيرا عن سبب صمت مروان حوالي شهرين، ولماذا لم يبلغ إسرائيل بالخبر سوى قبل اندلاع الحرب بأربعين ساعة.
وفي الوقت الذي تنشغل فيه المؤسسة الاستخبارية بالإجابة عن السؤال حول ما إذا كان أشرف مروان عميلاً مخلصاً أم عميلاً مزدوجاً جاءت صور نشرت في التلفزيون المصري لزيارة قام بها الرئيس حسني مبارك لضريح الرئيس عبد الناصر. وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن عناق الرئيس مبارك لأشرف مروان من شأنه وضع حد للنقاش داخل هذه الأجهزة حول شخص مروان.
وقد نشرت "يديعوت احرونوت" يوم الجمعة (6/5/2005) تقريرا موسعا للصحافي رونين برغمان وهو بين مؤلفي كتاب "زمن الحقيقة". وحسب برغمان هذا فإن الجدل سينتهي لأن مروان كان مجرد "بطل قومي مصري".
وبحسب تقرير برغمان فإن أحد العاملين في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في إطار مراقبة شبكات التلفزيون العربية شاهد في إحدى القنوات المصرية الرئيس مبارك يصافح أشرف مروان في احتفالات ذكرى حرب تشرين في العام الماضي. وقام رجل الاستخبارات بتسجيل مقطع المصافحة والذي تخلله أيضا عناق على شريط فيديو وبعد أن تأكد من أن الشخص المقصود هو فعلا أشرف مروان أبلغ المسؤولين عنه بالأمر.
ويكتب برغمان أنه "في شريط الفيديو يقف هذا الرجل بعد إحدى وثلاثين سنة يصافح بحرارة يد الرئيس المصري أمام الكاميرات في ذكرى الاحتفال بالنصر على العدو الصهيوني ويرافقه لوضع إكليل الورود على ضريح الرئيس عبد الناصر. بعد الآن لم يبق هناك أي مكان للشك، فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع أكبر خائن عرفته مصر، إن صورة واحدة تساوى ألف سجال أكاديمي".


ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04028 seconds with 11 queries