الموضوع: شواطىء....
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/03/2008   #42
صبيّة و ست الصبايا وهج البراءة
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ وهج البراءة
وهج البراءة is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
وداعاً .... أخوية
مشاركات:
966

افتراضي كان يامكان في قديم الزمـــان




كان يامكان في قديم الزمـــان


(1)

منذ سنوات بعيده كان هناك طفله صغيره

في عامها السابع تربطها بجدها علاقة قوية

كان في كل يوم يسرد عليها حكاية جديدة

وفي كل يوما يغرس فيها درسا جديدا.




(2)

و ذات يوم

سمعته يردد في دعائه( اللهم ازرعني في قلوب الناس كالنبتة الطيبة )

فضحكت بغباء كبير

وسألته بغبــاء أكبر :

( كيف يزرعك الله ياجدي هل أنت شجره ؟ )




(3)

مسح رأسها بحنان

وحدثها يومها كثيرا ..
وقال لها الكثير عن حب الناس

وأهميه الحفاظ علا هذا الحب

و شرح لها ابعاد هذه الثروة الحقيقية

و التي لا ينالها إلا أولئك الذين يبحهم الله فيحبب فيهم خلقه




(4)

و رغم حديثة وشرحه المطول

إلا أنها استمرت بالضحك

و قاسمتها صديقتها الصغيرة في الفصل نوبة الضحك

حين أخبرتها أن جدها يتمني أن يتحول إلي شجره




(5)

لكن شيئا ما في داخل تلك الطفلة

جعلها تحفظ تلك الجملة عن ظهر قلب

و أصبحت ترددها كثيرا بينها وبين نفسها كأنشودة

ترددها وهي تلعب

ترددها وهي تأكل

ترددها وهي تستعد لنوم

ترددها وهي ساجدة في صلاتها




(6)

ومرت الأيام

ومرت مع الأيام أشياء كثيرة

كبرت الطفلة

و توفي الجد

و ظلت تلك الجملة حية فوق لسانها منقوشة في قلبيها

فكانت تكتبها فوق كل ورقه بيضاء تجدها

حتا فوق اوراق الامتحان .




(7)

و ذات فصل دراسي

استدعاها أستاذها في الجامعة

لسيئلها عن سر تلك الجملة

التي وجدها مكتوبة فوق ورقة الامتحان

فسردت علية الحكاية بحماسة شديدة

فهذه هي المرة الأولي الذي يلاحظ احدهم

وجود هذه الجملة فوق ورقة الأمتحان

فقد كانت تمر علا معلمات المدرسة مرور الكرام




(8 )

وفي حفل التخرج فاجأتها زميلاتها

بهدية مميزه

كانت عبارة عن قطعة حجر ملونه

نحت عليها عبارة تقول ..

( اللهم ازرعني في قلوب الناس كالنبتة الطيبة )

أذهلتها المفاجأة ويومها بكت

ربما شعرت بان هنالك من يقاسمها الحلم

و يحرص علا إهدائها الفرح

وربما تذكرت جدهــا




(9)

و إلي هنا انتهت الحكاية

هذه الحكاية التي كنت أود أن

اسردها إليكم منذ سنوات

ففي كل مره أعود فيها محمله برسائلكم

المتضخمة بمشاعركم الجميلة أتذكرها و أتردد كثيرا في كتابتها

تماما كما أتردد في نشر رسائلكم بما تحويه من حب جميل

و إحساس صادق.

ليقيني أن الإحساس الحقيقي هو ماينشر في القلب فقط




(10 )

لكن . ربما آن الأوان لكتابتها لأقول لكم...

شكرا علا حبكم العظيم الذي تحمله لي رسائلكم

شكرا عن ثقتكم الجميله للكتابة لي عن احزانكم و احلامكم

شكرا...

لانكم مازلتم قادرين علا الحب الجميل في زمن

اصبح للحب فيه الف وجه وجه ملوث .





(11)

عفــــوا..

نسيت ان اخبركم

. ان تلك الطفله كانت انا

و ذالك الرجل الحنون كان جدي .

و اني كلما قرأت رسائلكم شعرت بان الله قد استجاب

لي تلك الدعوه الجميلة

فليت جدي مازال علا قيد الحياه

كي اعتذر منه عن ضحكة غبيه ضحكت فيها امامة





قبل ان يرعبنا المســاء ..

الحب الحقيقي ..

هو أن يتمني ويدعو لك الأخرون بالخير

وهم يعلون انهم لن ينالهم من هذا الخير شيئا




بعد أن ارعبنا المساء ..

لم اكتب هذا المقال كي استعرض احاسيسكم الجميلة

او اهتك ستر رسائلكم التي تحيط بي

لكني فقط اردت ان اقول لكم

شكرا علي حب جميـــل..

وصدق نفتقده ونحتاج إليه في زمن

الخديعة





كنت بالأمس كلمة صامته في خاطر الليالي
فأصبحت أغنية مفرحة على ألسن الأيام
وقد تم هذا كله في دقيقة واحدة مؤلفة من نظرة وكلمةو تنهدة وقبلة

(الرائع جبران خليل جبران)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08279 seconds with 11 queries