في البدء كنت أنت ثم جاءت الكلمة
في البدء كانت الكلمة ؟
أم كنت انت ...
لست أدري من منكما سبق الآخر
في البدء كانت الكلمة
ومنذ البدء كانت تغفو بين يديك بأمان وثورة
كانت اللغة أنثاك المدللة ... وقد أجدت معاملتها
وكسائر نساءك
أحبتك كثيرا ً
وأعطتك كثيرا
ليديك القدرة على إعادة نحت ملامح الوطن
وطن لم أدركه قبلك
أرضا ... ارتشفت حبها من بين رحيق كلماتك
دعني أسرقك قليلا .
من تمردك
من انشغالك
من أوراقك
أيا ليتني أستطيع سرقتك من قضيتك
لأعيد على مسمعك قصتي معك ...
تتبعتك
كأنثى تدرك للمرة الأولى معنى البقاء في حضرة رجل مثلك
رائع حتى بقسوته ..
كمراهقة لم تكن تدرك بعد
كيف تسكر بنبيذ كلمة
استثنائي أنت
في زمن كل ما فيه اعتيادي
كان من الطبيعي .. أن تجتاحني تلك الرغبة
الطفولية
الأنثوية
البرية
بأسرك ..
حاولت أن اقتنص غموضك
لم أدرك حينها أن منهم مثلك ...
قد ولدتهم الحرية ... وتبنتهم الثورة
وسيستشهدون على أقدام الطموح
حاولت واعذرني صديقي
لسذاجتي
حاولت أن أجمع بحرك الغاضب .. في قارورة واحدة
أملت أن أكون رحم العذراء الأنساني
الذي احتوى ألوهة المسيح
لكنني اليوم أدرك
أن منهم مثلك لم يخلقو لنعيش معهم
بل لنتعلم منهم كيف نحيا 
|