الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 23/09/2006   #47
شب و شيخ الشباب TheLight
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ TheLight
TheLight is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
عند ساركوزي اللعين..
مشاركات:
3,091

افتراضي


الحب في زمن الكوليرا..




صدرت هذه الرواية عام 1985. إن الإثارة التي تولدها مأساوية العلاقة الثلاثية المصورة بسرد نثري مسهب لقصة الحب غير العادية هذه، لا تنشأ بسبب العلاقة التقليدية للعشاق الثلاثة في الوقت نفسه معا، فأصالة الارتباط تكمن هنا في تتابع العلاقات المجزأ بدقة وعناية. فعندما يموت زوج فيرمينا دازا، وهو الطبيب جوفينال أوربينو، بعمر 81 سنة وبطريقة ماساوية بعد زواج دام أكثر من خمسين عاما، يظهر فلورينتيو إريزا الذي كانت فارمينا قد رفضته قبل زوجها، فيعاهدها ثانية على "الوفاء الأبدي والحب الدائم" ولكن الأرملة أوربينو تطرده، وبهذا ينتهي الفصل الأول من فصول الرواية الستة التي تصور حياة الشخصيات الثلاثة باسترجاع الماضي. انتظر العاشق المرفوض فلورينتينو اريزا واحدا وخمسين عاما وتسعة شهور وأربعة أيام الفرصة الممكنة للفوز بفيرمينا دازا مرة ثانية، فعندما كان شابا وقع في غرام فيرمينا دازا، وقوعا أبديا، وكانت هي آنذاك تلميذة بدت كأنها تبادله مشاعره بعد المئات من رسائل الحب الغارقة في الرومانسية العميقة، يتقدم لخطبتها ولكن والدها الذي يعارض زواج ابنته من عامل تلغراف فقير يأخذها في سفرة طويلة إلى أقاربه تستمر عاما ونصف العام، ولكن يستمر اتصال المحبين ببعضهما سرا عن طريق مراكز التلغراف الواقعة على مسار تلك الرحلة. وتكتشف فيرمينا في إحدى صحوتها أثناء اللقاء الأول بعد عودتها أن حبها لفورينتيو لم يكن سوى وهم ومخادعة لنفسها فترده. وعندما يخطبها فيما بعد أكثر شباب المدينة سحرا وجاذبية، الطبيب أوربينو المحترم من قبل الجميع، تذعن لمطالبة ولامينة والدها في أن يجعل من ابنته سيدة مرموقة فتتزوج رجلا لا تحبه هو الآخر، وخلال خمسين عاما من الحياة المشتركة تعرف فارمينا والطبيب الحب أو على الأقل حالة تشبه الحب تماما. يدافع كلاهما عن هذا "الحب المروض" في المحافل الكبيرة والصغيرة. يصبح فلورينتينو في هذه الأثناء مديرا لشركة الكاريبي للنقل النهري، وكانت حياته قد تحولت إلى حياة "دون جوان" بارع ولكنه بقي وحيدا مخلصا لفيرمينا في قرارة قلبه، كان هدفه هو أن "يحافظ على عزيمته على البقاء على قيد الحياة بصحة جيدة، حتى يتحقق قدره في ظل فيرمينا دازا. ولم ينصره في معركته من أجل الحب سوى الموت.
يمتد تودد فلورينتينو الجديد للأرملة أوربينو عبر أكثر من مئة وأربعين رسالة لم تجب عليها فيرمينا، كان يعزيها فيها على وحدتها وحيرتها بعد سنوات الزواج الطويلة تلك. بدون أن يقلب شيئا من صفحات الماضي، ويشجع فيرمينا بتأملاته الملائمة لعمرهما وظروفها على الاستمرار في العيش، وحينما يتعرفان إلى بعضهما بصورة أكبر في النهاية تصبح زيارات فلورينتينو الأسبوعية شغل فيرمينا الشاغل. وعندما يحاول أبناؤها ثنيها عن تلك العلاقة المضحكة بالنسبة لعمرها والمسيئة لسمعتها، تناضل فيرمينا من أجل هذا |الحب الفتي". فتقوم مع فلورينتينو لعمرها والمسيئة لسمعتها، تناضل فيرمينا من أجل هذا "الحب الفتي". فتقوم مع فلورينتينو برحلة نهرية على طول نهر مجدلينا، وينجح الزوجان أثناء "سفرة شهر العسل بالتقدم صوب جوهر الحب بدون طرق ملتوية" وللفرار من الواقع المرفوض، يرفع على السفينة علم الكوليرا الأصفر، يأمر فلورينتينو قبطان السفينة أن يقطع النهر مجددا وعندما يسأل الأخير إلى متى يجب أن تستمر رحلة الذهاب والإياب، بين مصب النهر ومدينة لادورادا، يجيب فلورينتينو بشجاعة "مدى الحياة".
"لا شيء في هذا العالم أصعب من الحب" تصف هذه الجملة التي يمكن تقديمها كشعار للرواية موضوع "الحب في زمن الكوليرا": الحب، وبالتحديد الحب ومرور سنوات العمر والفناء. إن المحيط السياسي-التاريخي لتلك القصة التي تستمر زهاء قرن من الزمان هو في حكم المنعزل، فليس هناك حديث عن الحروب العالمية أو تلك الحروب الأهلية المستمرة في منطقة الكاريبي، والتي لعبت دورا هاما في الكثير من روايات وقصص ماركيز.
تجري أحداث الرواية على الجانب الآخر من الزمن الواقعي في مدينة ذات ميناء عند الكاريبي، ويشعر المرء وكأنها المدينتين الساحليتين الكولمبيتين بارانكويلا وكارتاغينا، اللتين كانتا أيضا موضعا للأنهار وكذلك شخوص الرواية الطبيعة التي يصور خرابها جراء تدخل الإنسان بصورة مدمرة، ومثال ذلك نهر مجدلينا. في هذه الرواية يعود ماركيز في أسلوبه الروائي إلى الأسلوب التقليدي بواسطة الزوايا المرتبطة للروائي العارف بكل شيء. مما يجعل هذا الأسلوب الروائي القديم والممتع من قصة الحب هذه، متعة حقيقية كبيرة لقراء الأسلوب القديم.
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg 379.jpg‏ (59.0 كيلو بايت, 3 قراءة)

I am quitting...

آخر تعديل butterfly يوم 24/11/2006 في 11:01.
 
 
Page generated in 0.05292 seconds with 12 queries