22 حزيران
إذا لم تكن مخاطبة الله في الصلاة أمراً سهلاً , فخبرتي تدلّني على أنّ الإصغاء إليه في حوار الصلاة أصعب . كيف يتصل بي الله ليُظهر لي ذاته. كيف يكشف لي عن ذاته بعد أن أكون قد خاطبته بصدق عن ذاتي ؟ هل عليّ أن أنتظر ساعات و أيّاماً , بل أسابيع و سنوات , لأسمع الجواب من الله عن انفتاحي عليه ؟ أم أنّ هنالك جواباً سريعاً و مباشراً ؟ نعم اعتقد أنّ جواب الله يأتي سريعاً و مباشراً .
أطرح على نفسي أسئلة كهذه : هل باستطاعة الله أن يوحي لعقلي بفكرة جديدة و بشكل آلي ؟ و هل بإمكانه أن يخلق فيَّ نظرة جديدة إلى الحياة , فأراها كما هي , بفشلها و نجاحها , بآلامها و بهجتها ؟ و هل يقدر أن يضع رغبات جديدة في قلبي و قوّة جديدة في إرادتي ؟ و هل يمكنه أن يلمس عواطفي فيهدّئها ؟ و يهمس في أذني عبارات تنفذ إلى نفسي و تملأ مخيّلتي ؟ و أخيراً هل يستطيع الله أن يُحيي ذكريات تكدّست في عقلي و يعيدها إلى ذهني في لحظة حاجتي إليها ؟
كل هذه الأسئلة تبدو خطيرة لي. فإذا كانت الأجوبة عن تلك الأسئلة بالإيجاب , فطريقتي في الصلاة ناجعة . و إذا كانت الإجابة سلباً , فأقرّ آنذاك أنّي على خطأ , و أن ليس لدّي ما أقدمه إليكم .
أصلّي إلى الله , أبوح له بسرّ هويّتي , و أصغي إليه يبوح لي , لا بحقيقته فقط , بل بحقيقتي انا أيضاً , بمعنى حياتي و معنى العالم من حولي . أنا أصغي إليه , و في صمتي أحمل إليه قدرات الإدراك التي فيّ و التي من خلالها يأتي إليّ .