الحياة الاجتماعية داخل البيوت :
تقسم البيوت الكبيرة ، التي يملكها الأعيان المسلمون إلى قسمين : حرملك و سلاملك .
أما البيوت العادية ، فتوجد فيها باحة واحدة فقط تستخدمها الحريم ، و تخلى في حال دخول رجال للمنزل .
يوجد في حرملك الأعيان مسئول يدعى كيخيا الحرملك ( و كلمة كيخيا تعني النائب سواء أكان نائب باشا أو أي نائب كان و توجد عائلة تحمل هذا الاسم حتى تاريخه ) ، و يشرف كيخيا الحرملك على شؤون النساء ، و يعمل تحت إمرته صبي أو اثنان ، ممن يباح لهم رؤية النساء .
و لا يدخل صاحب البيت الحرملك ، عندما توجد زائرات غريبات ، حتى يستأذن.
و عندما يدخل صاحب البيت الحرملك تقف جميع النساء ، و يلوذوا هم و جميع الأطفال - مهما كانت الضجة - بالصمت فجأة .
و يتخذ الرجال عادةً موقفاً متعالياً و عابساً في وجود زوجاتهم ، و العادة أن يبذل الرجال جهدهم في إخفاء رقة مشاعرهم .
و يغادر صاحب البيت الحرملك من الصباح و حتى المساء ، ما عدا ساعتي الظهيرة ، و يسمح للشاب المتزوج حديثاً إمضاء عدة أسابيع في الحرملك .
و يكشف الأطباء الرجال على النساء في الحرملك ، و تكون المريضة مغطاة بحجاب ، و إذا طلب منها الطبيب كشف جسمها للفحص الطبي ، تقوم بذلك ، ولكن لا تكشف رأسها أبدا .
و إن وجود إعداد كبيرة من النساء القريبات في الحرملك ، و صعوبة الخروج من المنزل ، و عدم توفر أماكن خارجية للقاء العاشقين ، يمنع بشكل شبه تام العلاقات الغير شرعية ، و عادة تزوج البنات باكرا لتجنب هكذا أمور .
و ترتدي الفتيات الحجاب في السادسة أو السابعة من العمر ، و تحضر معلمة مؤهلة إلى بيوت الميسورين ، و ترسل العائلات الأقل قدرة ، بناتها إلى الخوجة للتعلم و يكون التعلم لآيات من القرآن الكريم .
أما النساء المسيحيات ، فغالباً لا توجد في بيوتهن حرملك ، و لا يتحرجن من الخروج دون حجاب أمام القساوسة و الأطباء و الخدم الذكور ، و أمام بعض الضيوف الأوربيين ، و لكنهن لا يخرجن للشارع بدون حجاب أبداً .
و لا تتحجب اليهوديات أمام الرجال اليهود ، و يتحجبن في غير هذه الحالة