عرض مشاركة واحدة
قديم 25/10/2009   #2
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي تتمة



1ـ محمد: مشتق من "الحمد": الشكر، الرضى والجزاء وقضاء الحق (ق. م) والحمد عكس المذمّة (ل.ع) ويرد أيضا أن: محمد وأَحمد: من أَسماء المصطفى، والمحمد الذي كثرت خصاله المحمودة؛ قال الأَعشى:
إِليك، أَبيتَ اللعنَ، كان كَلالُها ــــــــــــــــ إِلى الماجد القَرْم الجَواد المحمد
قال ابن بري: ومن سُمي في الجاهلية بمحمد سبعة (أشخاص) (4)
أما فولكر بوب (5) فينقل أن أرشيف أوغاريت تضمن أشعارا طقوسية وميثولوجية كنعانية، تحتوي مصطلح "مهمد" الذي إرتبط إستخدامه بالذهب ويعني: الأفضل، في إشارة إلى نقاء الذهب. وقد إحتفظ اللفظ الأوغاريني "محمد" على محتواه الدلالي بمعنى: المنتخب، المختار حتى بداية الإسلام.
2ـ قثم: إسم محمد كما ذكره المرحوم هادي العلوي، وفي اللسان نقرأ مايلي: وقُثَم اسم رجل مشتق منه، وهو معدول عن قاثِم وهو المُعطي.ويقال للرجل إذا كان كثير العَطاء. وفي حديث المبعث: أَنت قُثَم، أَنت المُقفَّى، أَنت الحاشر؛ وهذه أَسماء النبي. وكذلك يرد في الصحاح في اللغة: يقال للرجل إذا كان كثير العطاء: مائحٌ قُثَمٌ. وفي كل الحالات نحن أمام ألقاب أو صفات معنوية تُعلي من شأن حاملها
3ـ خديجة: الخديج هو المولود قبل أوانه، ففي القاموسخَدَجَت الناقةُ أَلقت ولدها قبل أَوانه لغير تمام الأَيام، وإِن كان تامَّ الخَلْق (ل.ع)
4ـ سودة بنت زمعة: السواد نقيض البياض، أما الزمعة فترد كما يليُ الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فوق ظِلف الشاة (ل.ع) الزَّمَع: وهي التي تكون خَلف أظلاف الشّاء.وشبّه بذلك رُذَال الناس (م.ل)
ويخبرنا الموروث أن محمد تزوجها بعد خديجة وكانت إمرأة كبيرة وواعية وجاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال، وبعد زواجه من عائشة إنقبضت لكنها رفضت التسريح وآثرت البقاء. (روي عنها خمسة أحاديث) والخلاصة أنها منحت إسما كئيبا، إضافة لإسم والدها الذي بدا مرذولا !! وكأن الموروث حرمها من الفتوة والجمال، وربط ذلك بإسمها؟ ليبقيها زوجة ثانوية (كومبارس) ؟

5ـ عائشة بنت أبي بكر: وهي أشهر زوجات محمد، نُسب إليها رواية الحديث والفقه، ومصدر إسمها من "العيش" ويقال: عَيْش بني فلان اللبَنُ إِذا كانوا يَعِيشون به، وربما سمَّوا الخبز عَيْشاً. والعائش ذو الحالة الحسَنة، وعائشة اسمُ امرأَة (ل.ع)
وربما يكون الأهم ذكر المصدر العبري للفظ" إيشه" فهو إسم حواء (الأم الميثولوجية للبشر) وعلى العموم فالإسم يتضمن دلالات إيجابية، وأمومة للإسلام المبكر، يناسب ما أناط بها الموروث من مهمات تاريخية كبيرة.

وفي نفس السياق فإن لفظ "بكر" يرد بمعنى فتيّ: البكر من الإبل، ما لم يَبْزُل بعد(م.ل) وفي الحديث: استسلفَ رسولُ الله، من رجل بكرا: وهو الفَتيُّ من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس (ل.ع) وبهذا يُمنح أبو بكر إسما محايدا كما الحال مع خديجة.
6ـ حفصة بنت عمر: إحدى زوجات محمد، والحفص يرد في القواميس : حَفَصَ الشيءَ جَمَعَه. وحَفَص الشيءَ: أَلْقاهوالحَفْصُ زَبيلٌ من جُلودٍ، وقيل: هو زَبِيل صغير من أَدَم (ل.ع) ويقال للزَّبِيل من جُلود حَفْص. (م.ل) وبلمحة بسيطة، يستذكر القارئ القصة الشهيرة أثناء جمع القرآن أيام عثمان، وما روي عن نسخة القرآن التي كتبها عمر على رق، وأودعها بيت حفصة (6) وهذا التماهي بين دلالة إسم حفصة، وقصة الجمع، إشارة مبهرة، لآلية السرد الروائي
وهنا تجدر الإشارة إلى أن إسم عمر، لم ينل حظا من التحليل المعجمي (مع أن الباحث أحمد داوود يربطه بالجذر "مَر" بمعنى سيّد، ولقبه الفاروق يذكر باللفظ الآرامي فاروقا: المخلص) وبكل الأحوال فإسمه يشير إلى مكانته المهمة في التاريخ الإسلامي.
7ـ زينب بنت جحش: إحدى زوجات محمد، عرفت بجمالها، وقصة تطليقها من "زيد" هي أهم مايرد عنها في الموروث. أما القواميس فتخبرنا : والزَّنَب: السِّمن. الزَّيْنب شجر حسن الـمنظَر، طيِّب الرائحة، وبه سميت المرأَة (ل.ع) والأَرنب: السَّمين، وبه سُمّيت المَرْأةُ زيْنَبَ، أو من زُنابى العَقرب لزُباناها، أو من الزَّيْنب، لشجر حسنِ المنْظَرِ طَيِّب الرّائحة، أو أصلها: زَيْنُ أب (م.ل)
8ـ صفيّة بنت حيي: إحدى زوجات محمد، وهي سبية من بني النضير، يخبرنا الموروث بأن محمد إصطفاها حين ألقى عليها عباءته، وفي باب "صفو" في مقاييس اللغة نجد: والصَّفِيُّ ما اصطفاه الإمام من المَغْنم لنفسه، وقد يسمَّى بالهاء الصَّفِيَّة، والجمع الصَّفَايا. قال:لك المِرْبَاعُ منها والصَّفايا وحُكمُكَ والنَّشيطةُ والفُضُولُ
والصفو نقيض الكدر، وصفوة كُلِّ شيء: خالصه من صفوة المال (ل.ع)
9ـ عليّ: من العلو، وبإضافة أل التعريف يصبح من أسماء الله، وقد منحه الموروث مقاما يليق بإسمه
10ـ عثمان: وهو الخليفة الثالث، تنسب لعصره نشوب الفتنة ومصرعه وبداية الإنشقاق بين المسلمين، وإسمه "عثم" يرد بمعنى: إساءة جبر العظام، ففي اللسان: وعَثَمَ العظمُ المكسورُ إذا انجَبر على غير استواء (ل.ع) وفي هذا السياق نتذكر لفظ "نعثلة" إذ كان أَعداءُ عثمان يسمونه نَعْثَلاً وفي حديث عائشة: اقْتلوا نعثلاً قَتل اللهُ نعثلاً تعني عثمانوالنّعثلُ: هو الشيخُ الأَحمقُ. (ل.ع)

11ـ أبو سفيان: يقول لسان العرب: السَّفَا: الخِفَّةُ في كلّ شيء، وهو الجَهل. سَفا إذا ضَعُفَ عَقْلُه، وسَفا إذا خَفَّ رُوحُه، وسَفا إذا تعبَّد وتواضع لله، وأَسْفى إذا صارَ سَفيّاً أَي سفيهاً، وسَفاءُ وسِفيان وسَفيان وسُفيان: اسمُ رجل، يُكْسر ويفتح ويضم
12ـ معاوية: من العويّ، وفي نفس الباب نجد: والمُعاويَة الكَلْبَة المُستَحرِمَةُ تَعوي إِلى الكلاب إِذا صَرَفَتْ ويَعْوينَ، وقد تَعاوَت الكلابُ (ل.ع) وببساطة فإن معاوية بن أبي سفيان، قد تلقى طعنة نجلاء من الموروث جعلته، كلبا عاويا وإبن سفيه، ولا حول ولا قوة.
13ـ ماريا القبطية: إحدى زوجات أو سراري محمد. ونظرا لما يحمله الإسم من تقاطعات لسانية وثقافية، أجد من المفيد أن نتوقف عنده مليا، وكما أسلفت أعلاه فإن Maria هي الصيغة اللاتينية، التي ترد في العربية والعبرية والآرامية واليونانية بصيغة "مريم"، وقد إكتسب الإسم قداسة عالية في الإسلام، وأفردت له إحدى سور القرآن..وهناك إجتهادات عديدة لتأويل هذا الإسم (كما أسلفنا)
لكن الملفت والمثير للدهشة، أن المسيحية بدأت بإستخدام إسم "ماريا" في القرن السادس عشر م.، حينها بُدأ بإطلاقه، على أسماء الإناث، وعلى النذور المقدسة والكنائس.
والسؤال الموضوعي: لماذا إستخدمه الأقباط بالصيغة اللاتينية، عند تسمية الإناث، وقبل أوروبا بعشرة قرون؟؟ (على إفتراض أن ماريا القبطية كانت هدية من المقوقس) ولماذا لم تستخدمه بصيغته المعتادة في المشرق "مريم"؟
في الحقيقة لا أملك صورة عن كيفية وروده في المخطوطات القديمة؟ لكن أستغرب تداوله بصيغة "ماريا"؟ والأمر الملفت عدم تواتر الإسم في الفترة المبكرة، وإستبعاده من أسماء الرعيل الأول (7) رغم ما تمتعت به مريم من قدسية. وأعتقد أن البحث في هذه الإشكالية يكشف بسهولة أنماطا من الحشو المتأخر، الذي تعرضت له الرواية أثناء رحلة التأليف
ومن خلال هذه اللمحة السريعة، لخارطة الأسماء والأعلام، يمكن للنقد والعين البصيرة أن تخمّن كيف نُسجت الأحداث الدينية المبكرة، وكيف غُزلت خيوطها، وكيف خلعت على أبطالها مسميات وألقاب وصفات، تناسب أدوارهم المُتخيّلة.
ختاما لا أدري إن كنت بهذا الموجز، قد لمحت سقوط تفاحة نيوتن؟ فكثيرون لمحوا سقوطها قبلي، لكن المعري سبقنا وقال:
لنفسي خلاصٌ من نوائبها ... ولا لغيري إلا الكون في العدم
الهوامش:
R. Dozy 1ـ الإسرائيليون في مكة
2ـ إسرائيل شاحاك: التاريخ اليهودي الديانية اليهودية
Flavius Josephus Antiquitates Judaicae3ـ

4ـقال ابن بري: ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة: الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع بن حابس وبنو عقال، والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني، والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى، والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف بالشُّوَيْعِر والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري أَخو بني حارثة، والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة، والسابع محمد بن حرماز بن مالك التميمي العمري
5ـ الإسلام المبكر: نقلا عن ـ Cyrus H. Gordon: Ugaritic Manual
6ـ روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن أبيه قال: " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي – كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي،
7ـ في كتاب أعلام النساء نعثر على: مريم بنت طارق، التي ترد في طبقات ابن سعد، وهي تُحدث عن عائشة، وهناك مريم الفهري التي شيّدت جامع الأندلسيين في فاس عام 245م، ومريم المدنية (مغنية وردت في أغاني الأصفهاني) ومريم الأنصاري (شاعرة من أشبيلية) إضافة إلى أن التراث الشيعي يلقب "فاطمة" بمريم الكبرى.

من موقع الكاتب
http://nkraitt16.blogspot.com/2009/08/blog-post_09.html

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06178 seconds with 11 queries