و ناديتَ دمعي : يا أنثاي ما بكِ ؟
تنهدت بقلبي : عذبوني !
و ساد صمتكَ ،..
و نادى حنانك : أخبريني ،..
فاحتفظت بما أخبر قلبي لنفسي !
و لا أخفيكَ سرا ،..
كدت يومها لفرط [ التعب ] أفقد حيائي ،..
تمالكت نفسي كما علمتني ،..
و أحكمت يدي على فمي ،..
و كنت كلما شهقتُ أبعدته خشية أن يسمعني قلبك فـ يفتضح أمري !
و قلت في قلبي : يكفيني صوته لينضب الحزن في قلبي ،..
و كنت على وشك أن أفخر بودّي لكَ حين طرقوا عليّ ،..
وجدوني أبكي و ورقة أرقام بيدي فحاروا !
قلت : أمي ،..
افتقدتها فهاتفتها ،..
صمتوا ،..!
و وحدكَ تعلم كم أمام دمعي لشوق أمي يصمت الكون !
و حزمت يومها حقيبتي بعيدا عن أمي !
و أدرت لها بباب المطار ظهري و تجرأت :
[ يا أمي وداعا ]
و أكمل قلبي :
إني لسيد القلب طائرة !
فافرحي لقلبي ،..
و احزني لدمعي ،..
و ضممتها :
[ ســ أفتقدك ] !
و نادى قلبي :
يا سيد القلب عوّضني !
فجاء ردّك على نداءاتي يومها :
فكنت كطبيب قلب ،..
حقن المسعف بجرعة أمل ،..
أتبعها بجرعة ألم !
و إنما الأعمال يا سيد الصمت بالخواتيم ،..
بعض القرارات يستلزمك عمرك بأكمله لتنفيذها ،..
و بعضها الآخر تحتاج أنفاسك كلها لمجرد اتخاذها ،..
و رب الكعبة !
لو كنت آخر رجال الكون ، لم أعد أريدك !
|