عرض مشاركة واحدة
قديم 08/09/2009   #88
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


عزيزي فيفا... أعزائي المتحاورين

ليسَ اللهُ تماماً كما بيّنه الإنسان، فهذا الأخير أظهرَ الله عبر الزّمان والمكان بحسب ثقافته وبيئته، ولهذا ترى "الله" هذا غير "الله" ذاك، وكلاهما لا يوجزان الحقيقة، فالحقيقة في عالم البشر تبقى ناقصة ما دام الإنسان لم يبلغ كمالَه على هذه الأرض، وما دامت قوى الإنسان هذا محدودة نظراً إلى طبيعة الكون ونظامه السّائر!

إذا استطاع الإنسان أن يحدّد الله تحديداً وافياً كما فعلت الأديان جميعاً، لبطل الله أن يكون إلهاً وخالقاً، فإدراك المخلوقِ خالقَه ضمن حيّز العقل يؤدّي إلى القول بقدرة المخلوق على حدّ الخالق، وهذه النتيجة خاطئة بحسب المنطق والواقع.

عبثاً يبحث الإنسان عن إدراك الحياة والموت ومفاهيم الوجود وطبائع الأحياء وشرائع الأخلاق وما وراء المحسوس وتلك القوى أو الحوادث التي يشعر الإنسان بها ولا يدرك سببها أو علتها... لأنَّ الإنسان جزءٌ منها والجزء لا يُدرك الكلّ.

لكلّ تسمياته وأوصافه ونعوته وكلٌّ بحسب بيئته وثقافته فليسَ صحيحاً أن يدّعي الواحد الحقيقة، وليسَ صحيحاً أن نضع الله ضمن أطر مرسومة من قبل البشر! جلّ ما يُمكن الإنسان فعله أن يحاول قدر الإمكان وبحسب طاقاته المحدودة أن يسعى نحو فهم "الله" أو ما يُمكن أن يكون "القوّة" التي يسير بموجبها هذا الكون وأنظمته... ستبقى أسئلتنا دون أجوبة، لأنَّ الأجوبة هذه ندركها رويداً رويداً باختبارٍ شخصيّ لا يُمكن نقله أو تسليمه عبر الحواس (الإرث).

ولأنّ اختبارات البشر مختلفة فإنّ إدراكنا لله مختلفٌ... أمّا الذين شاؤوا أن يتبعوا تلك النصوص وتلك التسميات والشرائع الجامدة الثابتة أبداً فلا يُمكنهم الحديث عن علاقة بين الإنسان والله، بين الإنسان ونظام الكون الواحد. كلّ ما يُمكنهم أن يفعلوه هو تحديد مقاييس الطاعة لمثل هذه الشرائع ومدى تفاعل الإنسان معها لا أكثر.

بالنتيجة فأنا أعبدُ اللهَ لا صنعَ البشر!

أنا أحبُّ الله في حياتي واختباراتي... في آلامي وأفراحي... في نجاحي وفشلي... في يأسي وأملي...

أنا أعرفُ اللهَ من اختباري إيّاه لا مثلما صوّره الآخرون مع احترامي وإفادتي من اختباراتهم!

قد أستفيد من نصوص الأديان بعد تشذيبها، وقد أبحث فيها عن معنى الخير المطلق، وقد أجول فيها وأتأمل في شخصيّاتها الكثيرة، قد أصادف فيها جزءاً من الحقيقة؛ لكنّي لا أكتفي أبداً بها، ولا أحدُّ نفسي والآخرين في جمودها... فالإنسان أسمى موجود على الأرض وعليه أن يثبت أنّه كذلك!!!

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04742 seconds with 11 queries