عرض مشاركة واحدة
قديم 09/10/2009   #31
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


ما أجمل دمشق وما أحلى العودة إليها وعودتها لنا


جمال أحمد خاشقجي - الوطن السعودية

08/ 10/ 2009

الابتسامة العريضة التي ارتسمت على محيا خادم الحرمين الشريفين وهو يصافح رؤساء تحرير الصحف السعودية، ويشد على أيديهم خلال مراسم استقبال الرئيس بشار الأسد، في بداية زيارته التاريخية لدمشق العروبة، تقول الكثير.

بدا الملك بالفعل سعيدا، فهل هو تعبير عن سعادته أن عاد إلى الشام وعادت الشام إليه؟ أم إن الاتصالات التي لم تنقطع بين البلدين قبيل الزيارة كانت ناجحة فاتفق على نجاح الزيارة قبل أن تبدأ، أم إنه إعلان لعودة قوية لسورية للعمل العربي المشترك الذي تعطل بتعطل العلاقة السعودية السورية؟ هل كان يريد أن يقول لنا أن نتفاءل بالقادم.

الرئيس بشار أيضا بدا عليه الحبور وهو يستقبل صديق والده وصديق سورية عبدالله بن عبدالعزيز، وإن اكتفى بالسلام على رؤساء التحرير، والترحيب بهم، إذن لنتفاءل مع الزعيمين، ولكن ماذا تعني عودة العلاقات الحميمة بين المملكة وسورية، وما الذي نتوقعه ونطالب به كمواطنين؟

• لا توجد خلافات بين البلدين فيما يخص العلاقات البينية بينهما، بل للأسف لا توجد حتى خلافات تجارية، فالخلافات التجارية خبر طيب، إذ تدل على نشاط في العلاقة وتبادل اقتصادي هائل يستدعي الاختلاف، وفي ذلك تقصير، فسورية قريبة من المملكة جغرافيا، وتكمل اقتصاد المملكة زراعيا وصناعيا، وبالتالي يجب أن يكون حجم الاستثمارات بين البلدين أكبر، فنحن نعرف بعضنا البعض ونعرف الفرص المتاحة لنا، ومن الجيد أن يكون أول عمل أعلن عن إنجازه خلال الزيارة هو التوقيع وبحضور الزعيمين، اتفاقية لإلغاء الازدواج الضريبي، الخطوة التالية هي الاتجاه نحو السوق الواحدة، وإلغاء رزم من البيروقراطيات المؤثرة على التبادل التجاري من ضرائب ورسوم لها أكثر من اسم خاصة لدى إخواننا السوريين.

• لبنان، فهو ما سيثبت نجاح الإعلان عن عودة التعاون العربي السوري، ولا أقول السعودي السوري، فهناك عمل عربي مشترك قائم بين المملكة ومصر والأردن والإمارات وبقية دول الخليج وسيكتمل بعودة سورية، لم أسمع حديثا عن إعلان للحكومة اللبنانية المتأزم إعلانها مع الزيارة أو خلالها، ولكن المؤكد أن عملية تشكيل الحكومة البطيئة كانت حاضرة طوال الأيام السابقة التي سبقت الزيارة بل أخرتها أيضا، وأحسب أن خادم الحرمين لم يمض قدما بالزيارة إلا بعدما اقتنع أن السوريين قاموا بما يجب لتسهيل تشكيل الحكومة وأن التأجيل والتعطيل بات مسؤولية اللبنانيين أنفسهم وعليهم ترتيب أمورهم بدون تدخل "س . س" كما يحلو لهم تسمية المملكة وسورية. إذن لننتظر إعلان الحكومة اللبنانية خلال أيام، وإذا لم يحصل فاعلموا أن السبب لبناني صرف.

• المصالحة الفلسطينية، بات من الضروري بعد نجاح الزيارة حضور سوري في إعلان المصالحة المقبل في القاهرة بين فتح وحماس نهاية الشهر الجاري، حتى وإن لم تكن سورية طرفا في المفاوضات المريرة التي جرت في القاهرة، والتي كان الفضل في إنجاحها للمصريين، مع وجود سعودي داعم في الخلف، فسورية طرف ويجب أن تمثل وتشرك في تحمل المسؤولية.

• إيران الحاضر الغائب، يخطئ من يعتقد أن المملكة تضيق بعلاقة مميزة بين سورية وإيران، بل إنها سعت إلى علاقة كذلك في زمن الرئيسين رفسنجاني ومحمد خاتمي، عندما كان الهم الإيراني هو الإصلاح في إيران ورخاء الشعب هناك، ولكن عندما عادت طهران إلى أوهام المهام "الرسالية" والتي تعني التدخل في شؤون الآخرين بردت العلاقة بل حتى توترت، وإن عادت إيران لنا شريكا في الرخاء نعود إليها، وبالتالي يمكن للعلاقة بينها وبين دمشق أن تكون مفيدة لإخوانها العرب والمملكة تحديدا، وتتحول من حالة سلبية إلى حالة إيجابية .

• العراق واليمن، ماذا أيضا..؟ الصومال وجنوب السودان... الفتن والتحديات أمام العرب كثيرة، ويجب أن نعترف أن التنسيق بيننا ضعيف لمواجهتها وعلاجها، فلتكن هذه الزيارة فاتحة لورشة عمل سعودية سورية مصرية أردنية وكل طرف عربي جاد للنظر فيما يجري من حولنا، وما يؤثر في أمننا القومي.

آمال كثيرة يريدها العربي من القمة السعودية السورية، ولكن أكتفي بما سبق، فدمشق الأمويين جميلة في كل شيء، لذلك أترككم وأتوجه إليها مؤملا أمسية رائعة بين أهلها وأهلي هناك.

ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05775 seconds with 11 queries