الموضوع: بشار زرقان
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/12/2006   #14
شب و شيخ الشباب emazika
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ emazika
emazika is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
مشاركات:
29

افتراضي حوار مع بشار زرقان


هذا حوار مع الفنان بشار زرقان أنقله لكم حتى تتعرفوا عليه أكثر من خلال الغوص في أعماقه وسبر أغوار نفسه .. أتمنى أن يضيف هذا الحوار إلى معرفتكم واعجابكم ببشار و تجربته الفنية .. و أرجو لكم جميعاً قراءةً ممتعة حتى النهاية


حوار من جريدة الأهرام العربي بتاريخ :

السبت 19 / 11 / 2005


فلنبدأ الحوار :

‏*‏ في بداية حواري معه قلت له بشار بدايتك كانت من خلال الأغنية الوطنية من خلال أشعار محمود درويش ـ أحمد فؤاد نجم ـ توفيق زياد ـ سميح القاسم وغيرهم لماذا ابتعدت عن هذا اللون الذي نجحت فيه واتجهت إلي لون آخر؟
لأنني وجدت في نهاية الثمانينيات وبالتحديد عام‏1988‏ كل الساحة الغنائية تغني الأغنية الوطنية وصار الغناء الوطني مشاعا للجميع‏,‏ وأصبح هناك تشابه في التجارب فانسحبت علي الفور وتركت دراستي في كلية الفنون الجميلة وسافرت إلي باريس لدراسة مسرح الصوت لمدة عامين وأثناء ذلك عكفت علي قراءة التراث القديم والاستماع إلي الموسيقي الغربية ودراستها ونشأتها‏,‏ واكتشفت في هذه الفترة نص ته دلالا ولحنت مقطعا صغيرا منه‏,‏ ولحنت أيضا قصيدة رابعة العدوية الشهيرة عرفت الهوي منذ عرفت هواك‏,‏ وبعد مرور سنوات وفي عام‏1994‏ انتهيت من تلحين قصيدة ته دلالا لعمر بن الفارض‏.‏
‏*‏ هل تقديمك للون الغنائي الوطني الذي قدمته كان لمجرد الاختلاف عن الموجود علي الساحة وعندما وجدت الكثير يقدمونه ابتعدت؟
لأ‏..‏ تقديمي للأغنية الوطنية لم يكن لمجرد الاختلاف ولكن كان نداء داخليا وبحث عن واقع أستشعر الآخرين من خلاله‏.‏
‏*‏ ماذا عن تجربتك الغنائية التي تقدمها حاليا خاصة أنك ذكرت لي قبل بداية الحوار أنها تجربة خاصة ليست لها علاقة بالأغنية الوطنية أو الصوفية؟
هذا صحيح فتجربتي قائمة علي الاشتغال علي الكلمة وعلي النص الذي يوجد في كل تجاربك التي عشتها بغض النظر عن نوع الغناء الذي أقدمه‏,‏ ومنذ بداية مشواري وأنا ابحث عن لغة الاتصال بين السمع والبصر‏,‏ وبالمصادفة وجدت معهدا في باريس يهتم بدلالة الصوت وكيفية توظيفه وتجسيده حركيا علي المسرح فدرست هذا الفن حتي أستطيع رؤية الكلام بشكل مختلف‏,‏ وبوجهة نظر مختلفة‏,‏ فالكلمة بالنسبة لأغنياتي لم توضع لتنمنم ولكنها وضعت لأن هذا مكانها الرئيسي ولا يمكن أن يكون هناك بديل‏.‏
‏*‏ في ألبومك الأخير غنيت للشاعر المصري أحمد الشهاوي قصيدة حالي إنت التي حملت اسم ألبومك ما هي ظروف لقائك بهذا الشاعر؟
تربطني بالشهاوي صداقة وطيدة منذ أن تعرفت إليه عام‏1997‏ في مهرجان أصيلة وفي هذا المهرجان أهداني دواوينه الشعرية وعندما قرأت قصيدته حالي إنت راقت لي وكان علي أن أقدمها في ألبومي‏.‏
‏*‏ في ألبومك الأخير أيضا قمت بعمل توليفة جمعت بين شعر ابن العربي والحلاج في قصيدة يا أولي الألباب لماذا قمت بعمل هذه التوليفة؟
لأنني وجدت تشابها بين القصيدتين من حيث فكرة الالتقاء والتوحد التي كانا يناديان بهما الشاعران‏,‏ بالإضافة إلي أن التساؤلات مشتركة‏.‏
‏*‏ لماذا اقتصرت تجربتك الغنائية علي التلحين لنفسك ولم تستعن بألحان من ملحنين آخرين؟
لا يوجد لدي مانع من الغناء لأي ملحن لكن معظم الملحنين ليس لديهم دافع أو رغبة في تلحين هذه النصوص الصعبة التي أقدمها خاصة أنني أقدم نوعا معينا من الغناء غير جماهيري‏,‏ وهم يفضلون إعطاء ألحانهم لمن يحقق لهم الشهرة أو علي الأقل يعطيهم فلوسا وهذا حقهم‏.‏
‏*‏ المتابع لأغنياتك يلاحظ قلة غنائك للأغنيات العاطفية هل هذا موقف من هذا اللون الغنائي؟
ليس موقفا بدليل غنائي أكثر من أغنية عاطفية آخرها كانت إنت حبيبي للشاعر عبدالقادر الجيلي‏,‏ لكن قلة أغنياتي راجع إلي أن كل المطربين يغنون للحب لدرجة أن كلمات الحب أصبحت مستهلكة وتصيب من يستمع إليها بالصدمة‏,‏ وبالإضافة إلي أن الحب عندي ليس لفرد ولكن للكل‏,‏ فالحب يتراجع مستواه عندما يختص به فرد‏,‏ لذلك عندما وجدت كلمة العشق في نص مكتوب بصورة جيدة مثل نص الجيلي قمت بغنائه علي الفور لأنه يمس الكل‏.‏
‏*‏ بشار ما شعورك عندما تجد الأغاني السطحية والتافهة هي المسيطرة علي الساحة الفنية في الوقت الذي تمتلك فيه أنت تجربة فنية رائعة ومختلفة لكنها غير منتشرة؟
لا أتضايق ولا أحزن لأنني اخترت نوعية الغناء الذي أقدمه ولم يفرضه علي أحد‏,‏ ودائما أرجع الأغنية إلي مرجعيتها وأحلل الواقع الموسيقي الراهن‏,‏ وأرتاح نفسيا بعد هذا التحليل‏!‏
‏*‏ وإلي ماذا توصلت بعد تحليلك الموسيقي؟
توصلت إلي أن الأغنية التافهة السائدة حاليا تدل علي قلق الإنسان العربي وحصاره واستقصاء نفسه بشكل أو بآخر‏,‏ وهروبه من الواقع القاسي الذي يعيشه‏,‏ وبالمناسبة لست ضد هذه الأغاني لأنها لابد أن تكون موجودة في السوق لأنها تعبر عن فئة معينة من الناس ولكني ضد أن تعطي لها كل هذه الأهمية‏,‏ وتفتح لها كل هذه المجالات في الوقت الذي تمنع فيه نوعيات أخري من الموسيقي والغناء الراقي‏,‏ وما يحدث في العالم العربي عكس ما يحدث في الخارج حيث يسود تنوع شديد وهذا ذنب المؤسسات الثقافية في العالم العربي وليس ذنب الجمهور‏.‏
‏*‏ ما التجارب الفنية الغنائية علي مستوي العالم العربي التي تتابعها وتنال إعجابك؟
توجد تجارب غنائية مهمة جدا علي مستوي العالم العربي‏,‏ لكنها قليلة منها تجربة زياد الرحباني في لبنان‏,‏ وسعد حيدر في عمان وأنور برهام في تونس بالإضافة إلي العديد من التجارب الأوروبية والفرنسية علي صعيد اللحن والحركة لكنها لم تصل بعد إلي العالم العربي ولم تلق عليها الأضواء‏.‏
‏*‏ وماذا عن مصر؟
في الحقيقة لم أسمع عن تجارب مختلفة في مصر يجوز هذا بحكم وجودي في أوروبا وعدم مجيئي إلي القاهرة إلا أخيرا‏,‏ لكن التجربة الوحيدة التي لفتت انتباهي كانت تجربة الفنان انتصار عبدالفتاح الذي شاهدت له عرض مخدة الكحل وكان متميزا ومتفردا بلغته البصرية والسمعية‏.‏
‏*‏ هل صحيح أنك لم تتأثر بالتراث الغنائي المصري؟
بغضب هذا غير صحيح كيف يهرب أي فنان من تراث مصر الفني وهو تراث عميق ومنتشر في كل أنحاء العالم العربي‏,‏ فأنا مثلا عاشق سيد درويش هذا العبقري المتفرد بتلحينه للكلمة والذي أعتبره شخصية فريدة ومجنونة مثل الرسام الهولندي فان جوخ الذي كان يريد أن يقف أمام العاصفة ليرسمها وأعشق أيضا أم كلثوم وعبدالوهاب‏.‏
‏*‏ ما الصعوبات التي صادفتك في مشوارك الفني خاصة وأنك تقدم لونا غنائيا غير سائد علي الساحة الفنية؟
عدم وجود شركة إنتاج تساندني وتدعمني وتساهم في انتشاري عربيا لدرجة أنني أنتجت ألبوماتي الأولي علي نفقتي الخاصة‏.‏
‏*‏ هل لهذا السبب لم تحقق الشهرة والنجومية التي تستحقها؟
بالتأكيد بالإضافة إلي أنني أعاني من تهميش وتعتيم إعلامي في بلدي حتي عندما فكر التليفزيون السوري في تصوير بعض أغنياتي تعثر الموضوع ولم يخرج للنور حتي الآن‏,‏ رغم غنائي في مهرجانات عدة مهمة جدا مثل جرش ـ قرطاج ـ المدينة ـ أصيلة ـ معهد العالم العربي ـ لندن ـ نيويورك ـ ألمانيا ـ ودول الخليج‏.‏
‏*‏ هل زارك الإحباط يوما؟
ضاحكا‏..‏ كثيرا فالحياة مليئة بالمفآجأت السارة وغير السارة‏,‏ وفي فترة من الفترات شعرت بالعزلة والوحدة‏,‏ لكن كان علي ألا أتوقف لأن في النهاية هذه تجربتي وعلي أن أكملها حتي أصل إلي نهايتها‏.‏
*‏ ما الأصوات العربية الحالية التي تحرص علي سماعها؟
مشكلتي أن الأصوات التي أحب الاستماع إليها أصوات جديدة ولا يوجد لديها ألبومات‏.‏
‏*‏ ألا تعجبك أنغام مثلا؟
تعجبني جدا هي ومحمد الحلو وعلي الحجار وخاصة في رباعيات صلاح جاهين وأيضا محمد منير ومدحت صالح وغيرهم علي مستوي العالم العربي لكنهم لا يقدمون تجارب مختلفة ويخشون المغامرة وأشعر بأنهم محصورون ولا أعرف السبب وراء ذلك‏‏

و السلام عليكم جميعاً .. و الى اللقاء في المشاركة القادمة .. و في انتظار ردودكم الغالية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06641 seconds with 11 queries