19 نيسان
ألا نكتب عوطفنا ذلك يعني أن نختبرها ونقر بوجودها ونقبلها تماما ، ولكن هذا لا يعني أننا سندع تلك العواطف تسيرنا وإلا أصبحت حياتنا مأساة متواصلة . تفتقر إلى النضج . أن أقر لنفسي ولللآخرين بأني خائف لا يعني أنني سأدع ذلك الخوف يسحقني . وأن أحس بأني غاضب وأعي ذلك الغضب لا يعني أنني سأنهال ضربا ً على أول شخص ألتقيه .
" فالقوى الثلاث : الإرادة ، العقل ، العواطف " عليها أن تتكامل في الإنسان ، أي ان تصبح وحدة متناسقةق ، إذا كان للإنسان أن ينمو نحو اكتمال ذاته ، يحكم العقل هل يستحسن أو يعد ضروريا ً أن يسير الإنسان بحسب عواطفه ؟ ومن ثم تضع الإرادة ذلك الحكم موضع التنفيذ . قد يكون عندي الخوف من أن أقول لك الحقيقة في موضوع ما . هذا واقع فلا هو حسن ولا هو سيء . أسمح لنفسي بأن أحس بهذا الخوف وأتعرف عليه . ثم يحكم علي عقلي بألا أنصاع للخوف ، بل علي ّ مع خوفي أن اقول لك الحقيقة وتنفذ الإرادة بالتالي حكم العقل فأقول لك الحقيقة .
ولكن إذا كنت أبغي حقا ً صلة عميقة معك ، وأود ان تتكون بيننا علاقة حميمة ، علي ّ أن أقول لك كلاما ً يشبه الآتي : إن لدي أمرا ً أخشى ان أقوله لك . إنني في الحقيقة لا أعرف سبب خوفي فربما كان جبنا ً مني ، ولكني أعرف أنه يجب على أن أكون صادقا ً معك هذه هي الحقيقة كما أراها " .