عرض مشاركة واحدة
قديم 26/04/2006   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي الأزمة الشبابية العربية


هناك اجماع على أن العالم العربي في أزمة حقيقية و منذ زمن طويل, بل أن أغلبنا عاش كل حياته في ظل هذه الأزمة الشاملة, و أقول أنها شاملة لأنها لا تتوقف فقط في السياسة العربية بل أنها تشمل جميع المجالات, الثقافية و التعليمية و حتى الرياضية منها.


لو بحثنا عن سبب لهذه "الأزمة المزمنة" لوجدنا أن السبب الحقيقي هو ايديولوجي بالدرجة الأولى, و لا أعني بالأيديولوجية العقيدة أو الاتجاه السياسي, بل أعني أنه هناك خلل أو أزمة في الفكرة الأساسية التي يفترض أن تكون المنطلق لكل نشاط عربي.

هل لدينا فكرة واضحة عن هويتنا أو شخصيتنا كعرب؟ هل نعرف ما هو موقعنا في العالم؟ لماذا نعتقد في صميمنا أن غيرنا أفضل منا لمجرد الهوية, أي لماذا لدينا تأبيد في "عقدة الخواجة" ؟


في أي مجتمع من مجتمعات العالم يعتبر الشباب العمود الفقري لهيكلة هذه المجتمعات, و الشباب يفترض أنهم المحرك و عامل الدفع الأكبر في تطور الشعوب . لكننا في جميع البلدان العربية نرى أن الشباب شبه مغيب. لا نرى في أي دولة عربية أي تحرك شبابي من أي نوع أو بأي اتجاه, ماعدا تشجيع بعض فرق كرة القدم الأوربية و متابعة بعض المسابقات التلفزيونية الشهيرة.


لماذا يقبع الشباب العربي في صمت و خنوع؟ هل العلة في الشباب أم في المجتمع المحيط بهم؟ هل هناك فرق بين شباب الستينات و السبعينات و الشباب الحالي؟


أعتقد أن عوامل الركود الشبابي العربي مقتسمة منصفة بين الشباب نفسه و بين المجتمع المحيط بهم. نعيش في مجتمع ميت منذ ثلاثة عقود على الأقل. وهذا المجتمع الميت بآماله و تطلعاته و أحلامه يجر معه الشباب الى الموت أيضا. اذ أن القيود الاجتماعية القوية التي كانت قد بدأت تختفي أواسط القرن الماضي قد عادت و بقوة الآن, و لا أعني بذلك فقط النزعة الدينية المهيمنة بقوة على البلدان العربية بل أنه هناك حالة من الاستسلام للهزيمة بشكل مقزز, و ليس استسلاما فقط بل هو دفاع مستميت عن هذا الاستسلام, اذ أن المجتمع يرفض لاشعوريا أي محاولة للوقوف في وجه هذا الاستسلام. المجتمع العربي الحالي دائما يحاول اغراق أي محاولة ابتكارية أو ابداعية تحاول التغيير في بحر الـ"لاحراك". يمكننا أن نشبه المجتمع العربي الحالي بالرمال المتحركة لأنك لو وقعت فيها كلما حاولت التحرك أكثر كلما غصت فيها أكثر.


هذه العوامل خلقت في نفسية الشباب نزعات متضادة, بين رؤية التطور و التقدم في مجتمعات أخرى و ارادة الحذو بالمثل من جهة, و قيود المجتمع العربي الحالي الذي يعتبر أي ارادة للتطور انما هي محاولة للتشبه بالغرب (المستغل, المستعمر, الكافر...الخ) و بالتالي هي محاولة خيانة غير مقبولة.


هذا التضاد في الاتجاهات الفكرية اضافة الى الكبت المفروض و الشعور بالدونية أمام الشعوب الأخرى. هذه العوامل مجتمعة خلقت لدي الشباب العربي حالة نفسية سيئة جدا, لذلك يمكننا أن نقول أن أزمة الشباب العربي هي ايديولوجية بالدرجة الأولى و نفسية بالدرجة الثانية.


الفرق بين الشباب العربي في الستينات و السبعينات و الشباب العربي الحالي يكمن في أن الشباب العربي حينها كان أكثر اندفاعا للتغيير و أكثر أمانا لأنه كان يعيش في مجتمع و ظروف أكثر تقبلا لهذا الشيء. الشباب العربي حينها كان يبحث عن التغيير و الثورة, الشباب العربي الحالي يبحث عن "فيزا" للهجرة.


الحل لا يمكن ايجاده في يوم و ليلة. الحل يكمن في اصلاح بنيان المجتمع العربي عبر اصلاح حالته النفسية و زرع شعور ثقة بالنفس و الايمان بالقدرة على التطور. عندها فقط يمكننا أن نقول أننا جاهزون للعمل.



Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05376 seconds with 11 queries