صديقي بابا نويل...
أنا أعرف أنك تقرأ ما أكتبه لك الآن... حاولوا كثيراً إقناعي بأنك شخصية وهمية، لا وجود لها في الحقيقة.. ولكنني يوماً بعد يوم أزداد اقتناعاً بوجودك معنا.. ألا تساوي فرحة الأطفال، شوقهم لهداياك، خطاباتهم الطويلة، ابتساماتهم ودموعهم وأساطيرهم حولك.. ألا يساوي كل هذا أنك فعلاً موجود؟؟
صديقي بابانويل.. ما سأطلبه منك هذه السنة يختلف عن كل سنة...
أطلب منك أن تهديني وطناً... أشعر أنني ضائع بلا وطن! في بلدي أشعر بالغربة، وهنا في الغربة أشعر بحنين جارف إلى كل ما يمت لبلدي بصلة... وبين هنا وهناك فقدت وطني... بحثت عنه كثيراً، ولم أجد إلا بقاياه المتناثرة في ذاكرتي..
أعرف أن ما أطلبه غريب.. ولكن، ألست أنت بابانويل؟
أريد أيضاً أن أسألك سؤال... هل زارك أحد يوماً ما لكي يهديك هدية؟؟ بعد أن توزع هداياك وتعود إلى منزلك البعيد هناك، هل يكون أحد بانتظارك؟ أم أننا جميعاً ننساك ولا نذكرك إلا لطلب هدايانا الشخصية؟؟
حتى بابانويل بحاجة إلى هدية في بعض الأوقات...
أريد أن أطلب منك المزيد، ولكنني أخشى أن لا يتسنى لك الوقت لتلبية جميع طلباتي... لهذا اكتفيت بالهدية الأغلى...
شكراً لك... هلأ صار فيني نام وأنا مرتاح، وعم أحلم بقهوة أمي الصبح... بصوت فيروز... بأحلامي وطموحاتي من أول وجديد..
فارس