عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2009   #7
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


القبلة الأخيرة (حصيلة الخبرة)

بعد أن عرضت عليكم ما عرضت في شأن القبلة أستطيع أن أزعم بأنني غدوت أحد الخبراء في هذا الفضاء الممتلئ بالشفاه.
ومن بلغ السبعين من العمر جدير بأن يستشار علماً بأن المستشار لا يستشار. ويبقى اللقب قيمة في ذاته.
كلني، والحق يقال، قرأت عن القبلة، منذ عامين وحتى إعداد هذه المحاضرة، الكثير بالعربية والإنجليزية.

وزودني أحد أصدقائي المحبين في أمريكا بثلاثة كتب، وكل ما نشر عن القبلة في مواقع (الإنترنت) فإليه يرجع الفضل، وله مني قبلاتي الطائرة أو عن طريق الـ
E.mail أو بالهاتف.
وقد غمرني هذا الصديق بملخص عن كل ما أرسل إليَّ باللغة العربية تحت عنوان "الآلئ المحضّرة على عجل في بحث موضوع القبلْ" ومثل هذا العنوان مألوف في كتب الإمام جلال الدين السيوطي الذي ألف كثيراً من الكتب في موضوع الجنس.
من ذلك كتابه "اليواقيت الثمينة في صفات السمينة" وكتابه "شقائق الأترنج في رقائق الغنج" وغير ذلك مما هو معروف لدى الأئمة.

وأطرف ما وصل إليَّ من الكتب باللغة الإنجليزية "طرائق تقبيل المحبوب يومياً بعدد أيام السنة" وعنوانه بالإنجليزية "365 Ways to kiss your love" ومؤلفة الكتاب Tomima Edmark حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تكساس.وهي اليوم تعيش مع كلبها في دالاس. (يبدو أنها فضلت أخيراً تقبيل الكلاب على تقبيل الإنسان!). قبلة بداية السنة عندها هي القبلة الأولى وقد دعتها (قبلة الثلج) Ice Kiss. يضع الزوج قطعة ثلج مجمدة في فمه، ثم يلفظها، ويقبل زوجته بفم بارد يتناسب مع برد الشتاء! أما القبلة الأخيرة في السنة التي تحمل الرقم "365" فهي قبلة يختارها الزوج من أفضل القبلات التي مارسها خلال السنة.
كيف يختارها؟
لا أدري.
وهذه المؤلفة نفسها لها كتاب آخر عنوانه "كتاب التقبيل" وبالإنجليزية (The Kissing Book). في هذا الكتاب تبدو المؤلفة غزيرة المعلومات مرتبة، تعنى بما ذكره أهل الخبرة من إحصاءات مؤسسة على مقابلات مع الناس. وأهم ما يمكن إيراده هنا ما يلي:

* معظم النساء يغمضن عيونهن في أثناء التقبيل. و30% من الرجال يفتحون عيونهم لمعرفة أثر القبلة لدى من يقبلون. ويعلل الخبراء إغماض العيون بأنه مريح للنفس مثير للخيال، وأن شدة القرب لا تحقق رؤية الآخر فتغمض العيون.

* معظم النساء لا يفضلن تقبيل الرجل الملتحي. ويمكن احتمال تقبيل ذي الشاربين.

* معظم الرجال لا يفضلون تقبيل المرأة التي تضع أحمر الشفاه. وهم يعترفون بأن أحمر الشفاه يجذب الرجل إلى الفم الجميل. ولكنهم يرون إزالته قبل البدء بالتقبيل (ولا ادري موقف الرجال من نفخ الشفاه السائد عند بعض الفنانات والنساء هذه الأيام).

* لا بد من وجود حالة عاطفية تسعر بالاستعداد للتقبيل. وتوافر الراحة الجسدية أمر هام مع الحرص على معرفة الطريقة المفضلة للتقبيل عند الشريك. هذا ما أحببت أن أذكره استكمالاً لما عرضته في موضوع القبلة.

ويبقى أن أقدم خبرتي المستخلصة من تجاربي وقراءاتي وما وقر في سمعي.


أولاً:

* يجب أن نعترف بأن البوس سلوك طبيعي مخلوق مع الإنسان منذ آدم وحواء والنحلة.

* من المستحسن ألاّ ينقلب البوس إلى عادة يومية تمارس (ع الطالعة والنازلة) لأن ذلك يفقده قيمته. والأفضل أن يكون للبوس ما يسّوغه.

* يفضل البوس بين الأصدقاء أو الصديقات على الخدين.

قبلة هنا وقبلة هناك. ومن الناس من يفضل الوتر فيجعل البوسات ثلاثاً.
وقد درج القول "من طأطأ للسلام عليكم" للكناية عن رواية الحكاية كاملة. والقول يشير إلى الاستقبال بالقبل (طأ طأ) انتهاء بالوداع (السلام عليكم) وهو إشارة إلى زيارة كاملة.

* يفضل البوس الديمقراطي في المناسبات التي تدعو إليه. ولا حاجة إلى تقبيل اليد والرجل والأرض بحسب المراتب. إلا إذا دعت بعض التقاليد إلى ذلك كما في بعض دول الخليج العربي لدى مقابلة الملك أو الأمير.

* تقبيل الأيادي من مخلفات الأتراك. وتقبيل أيادي النساء في لقاءات الطبقة العليا من عادات الأجانب. وقد شاع ذلك في بعض المجتمعات العربية. وتقبيل أيادي الوالدين والجدّين في الأسرة الواحدة ما زال شائعاً في أكثر المجتمعات، وكذلك تقبيل أيادي المشايخ.

* البوس الحضاري هو المطلوب في مجتمعنا الحافل بكل عجيب. والبوس الحضاري يقوم على الاحترام المتبادل. والصدق في التوجه دون منفعة مخطط لها. تزينه النظافة والرائحة الطيبة.
لكن لا بد للبوس من دافع أو مناسبة، كإظهار الحنان والمودة والرغبة، وفي الوداع والاستقبال وفي الفرح والمواساة.


ثانياً:

* حتى لا نقع في شرّ أعمالنا، ونذهب بعيداً في قبول كل ما يرد من الغرب دون وعي لابد من تبني ثقافة اجتماعية وجنسية، ترافق الطفل في سنوات نموه الأولى من خلال ما يجري في الطبيعة ويشاهد في بيئته. ويمكن للتربويين أن يتولوا هذا الأمر.

* ما يعرض في التلفزيون والسينما والإنترنت بات خارجاً عن السيطرة عصيّاً على المراقبة إعلامياً وأسريّاً. والبديل الوحيد تعميق الوعي بأن ما يرد ويشاهد ليس صالحاً كله، ولا بدَّ من اختيار الأصلح بما يلائم المجتمع العربي. ثالثاًَ وأخيراً:

* لكم قبلاتي الحضارية لمن يتقبلها. أبدؤها بقبلات الهواء الطائرة، فهي على الأقل لا تنقل العدوى. لكنها تعبر عن المحبة ولو من بعيد.

شكراً لكم.

ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04969 seconds with 11 queries