عرض مشاركة واحدة
قديم 20/12/2009   #2
شب و شيخ الشباب hazim jabali
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ hazim jabali
hazim jabali is offline
 
نورنا ب:
Jul 2008
المطرح:
J'étais ici
مشاركات:
52

افتراضي


فضائح الفساد الأمريكي وأزلامه في العراق ملأت مجلدات .. وأكثرها شهرة فضيحة بلاك- ووترز التي مازالت ذكراها المشؤومة حية في الذاكرة.. حيث انفضح أمر تلك المؤسسة الوهمية التي أطلقوا عليها اسم black-waters وهي لم تكن أكثر من ستار وتغطية لنفقات تصرف على فرقة عسكرية خاصة تابعة للجيش الأمريكي وعناصرها أمريكيون يؤدون مهام سرية تدميرية قذرة داخل العراق، وفي أماكن أخرى من البقع الساخنة في العالم.

لكن أحقر تلك الفضائح وأكثرها وضاعة هي أن يتلاعبوا بأرواح أعداد كبيرة من الأبرياء دفعة واحدة في مذابح جماعية مجانية من أجل بلوغ مآرب دنيوية دنيئة.. لقد صار جلياً أنّ هؤلاء السماسرة لا يتورعون عن سفك الدماء العراقية في شوارع المدن العراقية لتأمين الغطاء اللازم لتبرير سرقاتهم وتمرير صفقاتهم التجارية المشبوهة.. ويخرجون علينا بين الفينة والأخرى بكلام أغرب من الغرابة!
فبعد تكرار نفس الجريمة للمرة الثالثة خلال ثلاثة أشهر ونيف؛ تفجيرات إرهابية في الشوارع المكتظة وبنفس الطريقة السهلة.. وفي مدن تطوقها عشرات الآلاف من الجنود بحيث أثارت سهولة تنفيذها دهشة حتى أولاد المدارس.. وأمام تلك العروض المسرحية الدموية المتكررة وجد وجد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نفسه مرغماً على التصريح أمام عدسات التلفزيون أن أكثر من أربعين عنصر أمني من رجال الأمن العراقيين وهم من ثلاثة فروع أمنية مختلفة متورطين مباشرة ومتواطئين مع منفذي تفجيرات يوم الثلاثاء الأسود 8 ديسمبر الحالي ‍!
وعزا وجود ذلك العدد الكبير من المتواطئين بين رجال الأمن إلى وجود رجال الميليشات السابقين الذين تم ضمهم إلى أجهزة الأمن الرسمية بسبب الحاجة إلى جهودهم!
ولذلك حدث اختراق لأجهزة الأمن العراقية من قبل التنظيمات الإرهابية من خلال رجال الميليشات المذكورين!
فأية حكومة تلك التي تجاهر بعجزها عن انتقاء عناصر الأمن وضبطهم؟!!!
وكأنه يتحدث عن عناصر فريق رياضي!! تم تحويشهم كيفما كان ويتصرفون على هواهم بدون أي اعتبار لرؤسائهم أو لبلدهم ويلعبون لعبة عادية!
لكن يبدو أن المالكي وأعوانه ليس لديهم وقت لتكريسه من أجل ضبط الأمن والحفاظ على أرواح الأبرياء لأنه يقضي معظم وقته في أروقة الصفقات التجارية بحثاً عن العمولات لملئ جيوبه قبل مغادرة سدة الحكم ..
حيث أنه بعد أن حصل الأمريكان سابقاً على معظم صفقات إعمار المطارات والموانئ والمباني الحكومية المختلفة وغيرها .. أبرم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال هذا الشهر (ديسمبر) صفقة بيع مستقبلية لمنتجات النفط العراقي إلى شركات أمريكية بأسعار بخسة جداً متدنية جداً عن أسعار السوق العالمي .. وتمتد هذه الصفقة لمدة خمسة وعشرين سنة قادمة!! ومن شروط هذه الصفقة أن ينال المالكي عمولة عن كل برميل نفطي يتم إنتاجه!! وتلك العمولة لا تذهب بالطبع إلى خزينة الدولة العراقية بل إلى حسابات المالكي الشخصية في البنوك الأجنبية..
وقد أجرى المختصون الاقتصاديون حساباتهم فوجدوا أن العمولة التي سيأخذها المالكي هي حوالي ستين مليار دولار أمريكي خلال الخمسة وعشرين سنة القادمة! يعني أكثر من ملياري دولار سنوياً.. فعدا عن الخسارة التي سيخسرها الشعب العراقي جراء الأسعار المنخفضة للنفط المباع للأمريكان بهذه الصفقة.. تضيع على العراق أيضاً مليارات إضافية ذهبت كعمولة لإبرام الصفقة!!
المذهل في الأمر أن يحصل رئيس حكومة على عمولة لنفسه في صفقة من المفروض أن تكون لصالح البلد الذي تمثله حكومته!
فهل المالكي وأعوانه رجال حكومة دولة عربية أم سماسرة في البورصة الأمريكية؟!
من خلال تلك التصرفات على أرض الواقع العراقي يتأكد لنا أنّ غايات الغزو الأمريكي للعراق كان وما يزال هدفها نهب الثروات النفطية العراقية بالدرجة الأولى.. ثم تخريب البنى التحتية العراقية من أجل إعادة بنائها من خلال شركات غربية (أغلبها أمريكي) لكي تستنزف أكبر ما يمكن من ثروات العراق.. فليس هناك سوق تجارية رابحة أكثر من سوق الدمار وإعادة الإعمار..

Blanc, l'innocent, le sang du poète
qui, en chantant, invente l'amour
pour que la vie s'habille de fête
et que la nuit se change un jour
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02603 seconds with 11 queries