[نيقولا]

اقتباس:
" كلّ الكتاب هو موحىً به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البرّ " ( 2 تيمو3: 16 )

أفهم من هذا أن الكتاب المقدس ممكن أن يأتي يوم ويقول فيه أحد علماء المسيحية أنه ليس صالحا للعمل به أو حذف بعض أجزاءه أو وضع أجزاء أخرى

أنا لم افهم بوضوح كلامك هذه المرة ابو مريم ؟؟
أنت تقول يأتي أحد علماء المسيحية ليقول ان الكتاب المقدس ليس صالحاً للعمل به أو...
إذا كان بولس يقول " كل الكتاب هو موحىً من الله " وهذا واضح بكلمة كل , فلم يقل خذ ما يرضيك وألقِ بالباقي
ولنزيد الأمر وضوحاً قال السيد المسيح لليهود " فتشوا الكتب التي تظنون أنّ لكم فيها حياةً وهي كلها تشهد لي " وكان يلوم اليهود الذين يقرؤون التوراة والأنبياء ولم يعرفوه رغم أن كتابهم مليء بالإشارات الصريحة ليسوع المسيح , فاليهود ينتظرون - ولا يزالون - المسيح على ضوء نبوءات العهد القديم
فبعد هاتين الشهادتين لماذا نتساءل عن احتمال آخر ؟
بولس لم يدعُ إلى إلغاء العهد القديم ولا إلى تهميشه .. لكن بولس - الذي كان رسولاً بين غير اليهود - كما أشار صاحب المقال لذلك, لم يُرد أن الوثنيين عندما يقبلون المسيحية فإنه يجب عليهم المرور باليهودية أولاً أي أن يختتنوا ويطبقوا الشريعة الموسوية بحذافيرها , وله رأيه بأن المسيح جاء فأكمل الشريعة القديمة وتجاوز جزئياتها وتفاصيلها إلى ما هو أكثر سمواً.. فالتهوّد أي مرور الناس باليهودية كطريق للمسيحية كان غير مقبول لدى بولس وهذا هو سبب اختلافه الشهير مع بطرس في أنطاكية . لأن بطرس تحت ضغط المسيحيين من أصل يهودي كان يطلب من الوثنيين أن يلتزموا بحذافير الشريعة الموسوية كشرط للمسيحية ..
كان بولس يعتبر أن هذا لا يقدم ولا يؤخر لأن المهم لديه هو أن الوثني واليهودي قبل المسيح ولهذا لم يعد هناك ما هو قديم بل الكل واحد في المسيح " ليس يهودي ولا يوناني ليس عبدٌ ولا حرّ ليس ذكرٌ و أنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع " ( غلاطية3: 28 ) .
مثال : الإسلام يعترف بكل الرسالات التي سبقته , فهل كان شرط على الأتي للإسلام أن يصبح يهودياً ثم مسيحياً ثم مسلماً؟ بالطبع لا . ولكن كل مسلم مدعو الى احترام وتقديس كتب الله ورسالاته السابقة ولكن القرآن هو الكمال بالنسبة له , لذلك القرآن هو مرجعه الأول والأخير
بولس دعا لاحترام العهد القديم ودراسته تماماً من الجميع لأنه يتحدث ويشهد ليسوع المسيح وبدون العهد القديم لانفهم تماماً رسالة يسوع وهو أول من فعل ذلك في رسالته للعبرانيين مثلاً
والعهد القديم نفهمه في الكنيسة على نور العهد الجديد وتعاليم يسوع وليس كالفهم اليهودي له
هذا بإيجاز ولا بأس لو أراد أحد التوسع في هذه النقطة من فتح موضوع بولس والعهد القديم

ثم لم ترد على وضع بولس العديد من الرسائل وأمسماء أصحابه والكثير من الموضوعات التي لا تفيد من وضعها في كتاب مقدس وكأنه كتابه الخاص

لم أعتقد أن هذه النقطة تحتاج لتوضيح : فالرسول بولس بعث برسائل الى الكنائس اي للمؤمنين لتتلى عليهم في اجتماعاتهم وذلك في المدن التي سبق فبشر فيها . وكان من الطبيعي ان يرسل سلامه للأشخاص الذين تركهم يقومون بخدمة الرعية ومتابعة نشر البشارة في تلك البلاد ومن الطبيعي ان يطلب اليهم التحرك من مكان آخر حسب ما يراه مناسباً
وقد نشرت رسائل بولس كاملة دون اي حذف منها للأمانة
كما أن لهذه الأسماء مدلولاتها فمنها استنتج الدارسون من كان معه في ايامه الأخيرة في روما ومن التلاميذ الذين علمهم ووضعهم اساقفة ليرعوا الكنائس التي انشأها
أرجوان يكون الموضوع قد نال حظه من الشرح
والرد مستمر عند الحاجة
شكرا