عرض مشاركة واحدة
قديم 29/01/2009   #4
شب و شيخ الشباب رضوان ابو فخر
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ رضوان ابو فخر
رضوان ابو فخر is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
مشاركات:
296

افتراضي


حيث يوجد الحب لا محال للكراهية والعكس صحيح حيث توجد الكراهية لا مجال للحب ,ونتوهم أننا نتصرف بحب أو بكراهية حسب ما تقتضيه المواقف والحالات .والحب والكراهية لا توجد في ذات الفرد على خط متدرج .
والإشكالية هنا هي الصراع بين كينونة الفرد و الاشراط الاجتماعي الذي ياخذ اليات واشكال عميقة ومتنوعة ( التنشئة الاجتماعية, ومؤسسات الاسرة والمدرسة والعائلة والتقاليد والإعلام ...) لا تترك للفرد اي خيار سوى الانصياع لمعايير المجتمع ومتطلباته التي يعتبرها ضرورية للحفاظ على نسقه واستمراريته وصد محاولات الفرد بالتمرد عليه.
ونتفق ان الحب هو الترياق ضد العنف والكراهية من حيث النتيجة ,ولكن السؤال :
كيف يصل الانسان لهذا السمو والترفُّع ؟ وهل يمكن ان يكون مسيحا أو بوذا او غاندي او أوشو؟
إن البنية النفسية للإنسان في المجتمعات التي تتصف بالتخلف ,محكومة بالتوتر والعصابية والقهر والاضطراب الوجودي ,يشعر نتيجة التعسف بكل اشكاله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بخلل يصيب ابسط حاجاته الأساسية للحياة,وبنفس الوقت يشرطه المجتمع للإنضباط الصارم والاستكانة وإلا يواجه بمزيد من العقاب.
لم يترك له خيار سوى العدوانية الكامنة التي يفرغ شحناتها بكراهية الآخر وأحيانا الانتقام من الذات نفسها,ولا يستطيع الحب لأنه لم يُحَب.
لكن التغيير يبدأ من الذات ,لا نستطيع الانتظار طويلا للتغيير الاجتماعي الذي يأخذ زمنا طويلا.حتى لا نستطيع تغيير ما حولنا الا اذا غيرنا أنفسنا, وهنا تبرز الدعوة للجميع للتامل و مزيد من التأمل للإرتقاء بفرديتنا والتجاوز لكل اشكال العدوانية والكراهية السائدة ,ونبحث عن ذواتنا الحقيقية المفطورة على الخيروالحب,في ظل ما يملى علينا قسرا كل يوم ,ولنجرب ان نقابل الكراهية بالحب والضجة بالصمت والظلم بالعدل ,والاحتقار بالاحترام ,وهذه المحاولات لن تضيع سدى,لأن الاستجابة التي نريدها من الآخر تتوقف على سلوكنا ( المرسل له).وقد يصيب السلوك المحب الآخرين بالعدوى ,كنموذج قابل للتعميم.

اذا لم أحترق أنا !
وتحترق أنت !
فمن سينير هذه الظلمات ؟
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02900 seconds with 11 queries