عرض مشاركة واحدة
قديم 17/03/2009   #1
شب و شيخ الشباب هاملت
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ هاملت
هاملت is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
مشاركات:
108

افتراضي السوريون في وطنهم بين الاضطهاد والمديونية


وإن خص العنوان سوريا إلا انه ينسحب على كل بلد بالمجمل ، والفكرة هنا أن الوطن بجميع تعاريفه الحقوقية والوجدانية يشكل مكمن وجداني وحقوقي للانتماء ، لكن الموضوع يصبح مرتبك تماماً مع مفهوم الوطن كدولة وما ينطوي تحته من مفاهيم حقوقية ، والدولة حسب تعريف ماكس فيبر هي التي تحتكر العنف الشرعي لكي لا يستفحل العنف الغير شرعي أو اللاشرعي بين المواطنين ، " فلا يحق لك ان تنتقم بنفسك ممن اعتدى عليك وانما تطلب من الدولة الانتقام لك . وانتقامها شرعي أما انتقامك فغير شرعي " . 1*

وتصل هذه النخبة الحاكمة لتمارس الإنتقام الشرعي عبر عدة قنوات ، منها الانتخاب ضمن عقد اجتماعي " دستور " ومنها الانقلاب ومنها الملكية المتوارثة ، ولكي لا نتشعب كثيراً ، نشير إلى أن البعض يعتبرون هذا المبدأ غير كاف فهناك مبدأ آخر يجعلك تتبع الحاكم السياسي فيما بعد أو تنتخبه فيما قبل ، وهو مبدأ " مديونية المعنى " .

لكن النقطة التي أريد أن أشير لها هنا بشكلها المكثف فيما يخص سوريا ، أن علاقة الفرد بالسلطة الحاكمة تكون ضمن قناتين ، الأولى شعوره بالمديونية اتجاه السلطة وعلى ذلك يقدم الولاء من هذا المبدأ والثانية شعوره بالخوف من السلطة وعلى ذلك يقدم الولاء للسلطة بالشكل الظاهري تجنباً لوسائل الاضطهاد المنتشرة ، و بمبدأ " مديونية المعنى " تحدث به الباحث الفرنسي مارسيل غوشيه ، ويعني بأنك تطيع شخص لأنك تشعر بأنك مدين له ، تطيعه بشكل مجاني لأنه قدم لك خدمات ما ، أو لا زال يقدمها ، أو تعتقد بأنه سيقدمها ، ويشر الباحث بأنه لولا هذا المبدأ لما اتبع الناس المفكرين والانبياء و " الممثلين الإجتماعيين " أي النخب الاجتماعية والتي تمثل أناس يتبعونها .

ومن هنا أريد عناوين مختصرة لمن يشعر بالمديونية اتجاه عائلة " الأسد " فلا يصح أن نقول بشار لأنه وصل للحكم من خلال مبدأ المديونية لوالده ولا يصح أن نقول كذلك ان المديونية اتجاه الرئيس الراحل حافظ الأسد فقط لأن المديونية انتهت بمجرد وصول الابن للحكم وتحولت من والده له ، فالأصح أن المديونية لعائلة الأسد .

ولمن يشعر بهذه المديونية ، لماذا ؟





1* من كتاب محمد أركون نزعة الأنسنة في الفكر العربي ، في هامش هاشم صالح بالحديث عن مفهوم الدولة .








" أن تكون مضطهدا ، فهذا يعني أن تكون لك علاقة خاصة باللغة ، يعني ألا تستطيع استخدام ضمير الشخص الأول ، أن تكون مضطهدا يعني ألا تستطيع أن تقول ( أنا ) إلا وتحس بأن هذه ( الأنا ) مشقوقة في منتصفها ، ومكسورة في صميمها من قبل الآخرين "
ميشل فوكو
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03109 seconds with 11 queries