عرض مشاركة واحدة
قديم 07/10/2009   #3
شب و شيخ الشباب Peace
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Peace
Peace is offline
 
نورنا ب:
May 2007
المطرح:
Real life
مشاركات:
225

افتراضي


ربما..صديقي لم تعد تفهمني،و ربما لم تفهمني أبداً،لا أتكلم عن حزن يمكن محوه بمضادات الإكتئاب أو بالتحليل النفسي،لا بل إنه زفير روح مازالت تبحث،وستظل تبحث،تقول أنه يجب أن أتعود على قلقي فقط،لا بل أنا معتاد عليه ومدمن عليه كذلك...لا أعرف ماذا سأكون،لكني أعرف كل ما لا يجب أن أكون.

أنا إنسان مهزوم من سلالة آباء مهزومين في لاوطن مهزوم..هنا حيث تحولت الأرواح إلى أشباح سوداء تقودها العمامات والكنائس والمآذن،ترتل صلواتها لصنمها العاهر هذا الرب الجديد المحفوظ في البنوك الذي تفوق على يهوه في عطشه للدم البشري.. هل تذكر؟ المال والضرورة والخوف في الخارج، و أنا وأنت في غرفتي القذرة نحرق كاسة متة لأيقونة القديس زوربا ونحلم أن نجوب العالم بسروال جينز وحقيبة ظهر...
ها نحن بعد هذه السنين ،نؤدي فرائض الطاعة للمال والضرورة.

ندرس علوماً كريهة في جامعات حقيرة لنحصل على وظيفة حقيرة لا نريدها برواتب حقيرة لنشتري بها أشياء حقيرة لسنا بحاجتها..لنثبت للبقية "انظروا نحن مثلكم" لا تخافوا منا ،لا تتركونا وحدنا،لا تطلقوا النار علينا ،لسنا جون لينون،نحن نانسي عجرمات مثلكم تماماً و منسمع كلمة أهلنا ..نحنا شاطرين ..لا تصلبونا ،يهوه الجديد هو إلهنا و نبع سعادتنا وسعادة زوجاتنا وأزواجنا وأولادنا وبناتنا. أما أولئك الفقراء يجب أن نملأ أفواههم بالتراب والخرى ليكفوا عن " النقّ " ،"الطبقة النقّاقة" كما تسميها فتاة أرستقراطية تعرفت عليها..

نحن مع جيل المراهقين المغسول دماغه من قبل الـMtv الأميركية،ما تقوله الـMtv كلام منزل سنطيعه،حاكمونا وقولوا أننا تافهين إذا لم نملك ثمن Converse ،واقطعوا رقبتنا إذا لم نبدد كل نقودنا لكي لا يرانا أحد بنفس التي

شيرت مرتين..نحن مثلكم نعبد بطوننا ,ما هم إذا مات المسيح جائعا عطشاً عارياً،فقد جاع من أجل قيامة البرغر،وعطش من أجل أن نشرب، وتعرى لنلبس اللباس الموحد للقطيع البشري الذي يتغير حسب مزاج الإعلام الأميركي - حتى الأميركيين توقفوا عن الانخداع به- ..نحن مثلكم..سنستهلك كل شيء كالجراد لتبقى الحروب دائرة وليتوسع نفوذ الشركات العملاقة حتى يصبح لها حصص في مؤخراتنا، وسنعيد تدوير الملائكة و اللـه والشياطين وأبونا وأمنا وأصدقائنا وإنسانيتنا المهم أن نستطيع شراء أخر موديل من سياراتنا وأجهزتنا المحمولة ..ولن ننسى طبعاً سلامة الكوكب والحد من انبعاث Co2 – حبذا لو فكرنا في الحد من انبعاث الأدرينالين ،أو انبعاث التستوسترون والأستروجين عند جيل كامل مكبوت جنسياً وأخلاقياً- ومصادر الطاقة البديلة

آسف على هذه السلبية لكن هذا ما نفعله كل يوم..أسفي أني لا أستطيع أن أقتنع أن هذه هي السعادة أسفي أني في مراهقتي أصغيت إلى غاندي و جون لينون وهرمان هيسه و غوركي و الماغوط بدل أن أصغي إلى الـMtv
و الـCNN وكلام أهلي .

اصغيت إلى ثورة الـ Metal و الـ Punk& Progresseve & Alternative Rock كنت معجباً بتمردهم على قيم الإمبراطورية الاستهلاكية عديمة الإنسانية التي ينتمون لها ،وكان هذا التطور في المجتمع الأميركي متوقعاً بعد موجة الهيبيز التي كنت لأساندها أيضاً..لأنو أي تحلل أصدق من الكذب و الحقارة اللي بتخجل القلب
واللي منشوفا كل يوم. أتذكر هنا أغنية Seether : Fake it if you don't belong كل ما يلزمك هو المال لكي تجري Plastic surgery والكل يحبوك..!!!

قابلت مرة رجلاً طيباً صادقاً،كنت أدخن أمام باب أحد المشافي ، خرج هذا الرجل والدموع ملئ عينيه وتوجه نحوي مباشرة كأنه حدس بأني سأنصت إليه أول جملة قالها " ليش ما بييجي زلزال ينيك أخت هالبلد" آسف لأني أورد هذه الألفاظ هنا،لأني أظن أن هناك أناس محترمون- و لا يمكن أن أتحملهم خمس دقائق ولاهم قادرين على تحملي – يتحسسون الآن من هذه الألفاظ ،لكن عبارات هذا الإنسان البسيط الذي عومل كحيوان في مكان يفترض أن يكون قمة الإنسانية ظلت عالقة في ذهني حرفياً تعذبني طويلاً و الموجع أكثر هو عيناه رجل في الخمسين يبكي ويخرج الطفل من تجاعيد وجهه ليقول لي بعد هذا العمر أنه ليته لم يولد وأنو"وينو الله ؟؟الكفر واصل عالسما رح يدق بطيزوا وما بيبعت شي فيضان أو إعصار يحرق دين الأخضر واليابس"..
كنت سأقول له أن عذر الله الوحيد أنه غير موجود..

اعتدت المشاركة في مسير مع الأب فرانز نجول في أنحاء سورية ،كنا في سهل الغاب ،مزيج من الحضارة الزراعية والرعوية أناس بسيطين فقراء بعيون فضولية و قد ملأتهم الحماسة لرؤيتنا وقد ظنوا أننا أجانب رحبوا بنا ترحيباً رائعاً في القرى الفقيرة و حاولوا إزعاجنا في المدن البدوية الكبيرة،المهم.. تأثرت بمنظر راع صغير ربما في العاشرة وأخذت كاميرتي و اقتربت لأصوره لكنه خجل من النظر إلي و رجاني بصوت مبحوح أن لا أصور..خجلت من نفسي،لكني كنت قد التقطت الصورة،سألته كيف حاله قال:" منيح " قلت له"يعطيك العافي،أنا آسف" لم يجبني ،فكرت به طويلاًَ هذا الراعي الصغير مع أغنامه السعيدة به، ولكم احتقرت نفسي بحذائي الرياضي و جينزي الأصلي!!! وثقافتي البرجوازية - ما أتفهني- اعتبرت نفسي تفوقت عليه وعاملته كأنه في حديقة حيوانات وجرحت كبرياءه ،دون أن أقصد ذلك ،ولن يقصد أحد ذلك ،لكن هنا تكمن المشكلة!!!.

نعم سأتوغل في جنوني ،ما الذي بقي لي و لغيري غير هذا،استيقظ كل صباح – أو بعد ظهر – و أقول لنفسي لن ينالني اليأس بعد كل شيء ،وصلت إلى هنا وسأبدأ من هنا، كل لحظة هي بداية الرحلة بالنسبة لي وهي نهايتها،في كل لحظة أصل ،ولا أنتظر معجزة ،بل أشارك في صنعها وأحياها ،و أنت تقف عندك وتدينني؟ لست مستر مهموم لهذه الدرجة،إنه في النهاية أيقونة المراهقة التي تجاوزتها.أيقونة كل شابة وشاب يتألم من أجل غيره ومن أجل نفسه، أيقونة " الحساسية الزائدة "،والتوحد ،والعزلة،وغبار الكتب،والأقدار التعيسة لكل حالم
في عالم مجنون موحش..
لترقد روحه بسلام الآن فقد ذهب...وما تبقى مني لا يستحق وقتك.

وداعاً

ســـــــــــورية الله ...ما فــــــــــــــّيا!!!

- الإستقامة هي فضيلة الناس القابعين في بيوتهم،فضيلة عتيقة،فضيلة البشر البدائيين, أما نحن الأكثر فتوة ،فلا حاجة لنا بها . نحن نعرف سعادة واحدة لاغير :الحب؛وفضيلة واحدة فحسب :الثقة... هرمان هيسه
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04976 seconds with 11 queries