عرض مشاركة واحدة
قديم 27/08/2009   #1
شب و شيخ الشباب I_Love_Syria
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ I_Love_Syria
I_Love_Syria is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
بالشام قريباً
مشاركات:
1,019

افتراضي باب الحارة .. كفى !!!! ... بقلم : عبد الحميد شاكر


السيد المخرج بسام الملا المحترم،،،تحية طيبة وبعد

تعودنا في رمضان من كل عام أن تطالعنا بمسلسل عن البيئة الدمشقية، إبتداءً بأيام شامية ووصولاً الى باب الحارة (4)، أما اكتفيت ؟
عندما تابعنا أيام شامية وقصة شوارب محمود، كان المسلسل مسلياً، خيالي لكنه يسلي ويعني تابعناه لموسم واحد والسلام، لكن على مايبدو أن هذا النوع من الأعمال قد تحول الى اختصاص لديك فأصبح عادةً رمضانية عاماً بعد عام، الى أن وصلنا الى باب الحارة.
الجزء الأول من باب الحارة كان أكثر اتقاناً من العمل الريادي أيام شامية بحكم تراكم الخبرة وتوفر إمكانيات أفضل للإنتاج، لكنه لم يكن مختلفاً من حيث انعدام الدقة التاريخية والقصص والشخصيات الخيالية وردح النسوان، والقيم التي حاربها المجتمع على مر عقود من الزمن منذ بدايات القرن العشرين وحتى الساعة.
لقد كرستم ياسيدي منطق غياب القانون والحق الذي يؤخذ بالذراع والدور الريادي للعكيد (أو العقيد لا أعلم) في امتلاكه الوسيلتان المتناقضتان اللتان لاتجتمعا عادةً لرجلٍ وهما القوة والحكمة (العضلات والمخ)، العكيد بقوته القاهرة يتغلب على رجال الحارات المعادية وعناصر المخفر والجيش البريطاني، وبنفس الوقت يملك من الحكمة ما يؤهله قيادة مجتمع الحارة وحل جميع الخلافات المعقد منها والسخيف على حدٍ سواء ، أما المخفر فهو مقر لعصابة يحميها القانون والاستعمار (هل هذه هي القيم التي تريدها لشعبٍ متحضر ؟؟) مع العلم أن مانعرفه عن العكيد في الحارات القديمة هو أنه البلطجي الذي يتقاضى الخوات من الأهالي لقاء اتقاء شره (الفتوة لدى أشقائنا المصريين).
مجلس وجهاء الحارة يتألف من الخباز والحلاق والخضري وصاحب الحمام وصاحب القهوة بقيادة العكيد السابق الذكر، الطب والعلاج من اختصاص الحلاق (الحكيم والمتمول) الى أن استدركتم ذلك بإدخال طبيب الى الحارة المجيدة في الجزء الماضي من المسلسل وذلك بعد استشهاد الحلاق الحكيم المتمول المحارب البطل الوجيه (الذي كشف راس الحريم) أبو عصام بسب خلاف مع الممثل عباس النوري صاحب الشخصية كما نمي الينا من وسائل الاعلام والتراشق، هذا طبعاً ناهيك عن الدور المحوري والجوهري لأبو حاتم (أبو البنات ياحرام) قائد المقاومة الوطنية المحلية لحارة الضبع العظمى أثناء الحصار المفروض عليها في هذه الأيام.
إي شو هاد ؟
أولاً- يا سيدي فحسب ما نقرأ من كتب التاريخ عن هذه الحقبة الزمنية، فإن الوعي الفكري والثقافي كان في أوج تشكله والأحزاب الوطنية المقاومة بشتى الأشكال كانت موجودة، الوعي السياسي لم يكن ليستهان به من الثورة السورية الكبرى وقائدها العظيم سلطان باشا الى الكتلة الوطنية وزعمائها (الوجهاء) الى الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، ولم تكن الثورة السورية حملة عرب للدفاع عن الحارة أو أي حارة أخرى.

ثانياً- رغم أننا شعب يفتخر بأنه قاوم الاحتلال الفرنسي وقدم الغالي والنفيس في مقاومته من ميسلون وحتى موقعة البرلمان في 29 أيار، إلا أن هذا لايعني أن الدولة كانت غائبة وأن سلطة القانون كانت معطلة، عناصر المخفر (أي مخفر في دمشق) كانت من أبناء البلد منهم الطيب ومنهم السئ لكن الشرطة (أو الدرك في حينها) كانت جهازاً فعالاً في حفظ الأمن والأمان للمواطنين وغالباً ما كان رؤساء المخافر يعينون من أبناء الحي نفسه ليعملو على حفظ الأمن دون الحاجة للقسوة، باستخدام معرفتهم وعلاقاتهم بالسكان أبناء حارتهم، الدرك عملو تحت سلطة الاستعمار لكنهم أبناء البلد وليسوا أشرار بالمطلق وقد قاوموه (الاستعمار) في موقعة البرلمان الشهيرة ومنهم شهداء أعزاء على قلوب جميع السوريين.


ثالثاً- الشخصية الأساسية في المسلسل (أي باب الحارة نفسه)، على علمنا أن أبواب الحارات كانت تغلق في بعض مراحل حكم الدولة العثمانية أما في أيام الفرنسيين فلا، وبالتالي فإن هذه الشخصية بحاجة لإعادة نظر.


رابعاً- قدسية الرجل في المسلسل جامحة لدرجة أن الحريم لايستطيعون أن ينبسوا ببنت شفة أمام رجالهم (عدا شخصية أبو بدر التي تحاول أن تكون فكاهية)، هل هذه القيم التي يحاول المسلسل أن يكرسها ؟ هل هذا ما نحتاجه؟


وخامساً وسادساً ........ شو بدنا نعد لنعد.


ياسيدي إنك تتكلم عن فترة زمنية ليست بالبعيدة وبعض من عاشوها لايزالون بيننا، وعندما نسألهم نجد أجوبة مغايرة لما تحاول أن تصوره في مسلسلك.

نعلم أن مسلسل باب الحارة قد أصبح شركة مساهمة رابحة لجميع من يعمل فيه من أصغر فني الى أكبر ممثل وطبعاً المخرج والكاتب (والصراع الذي نشأ بين نجوم المسلسل وكاتبه وبين بعض زملائهم النجوم والمخرج دليل على ذلك)، وبالتالي فإننا لا نستطيع أن نلومك فيما تقوم به من أجزاء وأجزاء لانعلم متى تنتهي خصوصاً بعد أن أصبحت أموال الـ MBC تتدفق على المسلسل، ولكن:
هل نستطيع أن نقول لك كفى افتراءً على دمشق؟
هل نستطيع أن نقول لك كفى بيعاً لدمشق في بازار المسلسلات الرمضانية؟
هل لك أن تكتفي ؟؟؟؟؟؟؟
ملاحظة: إذا أردنا أن نتعامل بنفس المنطق المناطقي والحاراتي الذي يكرسه المسلسل (والذي يتعارض كلياً مع أخلاقياتي ولا أوافق عليه) فإننا نقول للمخرج والكاتب والكاتب الجديد (دعوا لأهل الشام الأصليين أن يتحدثوا عن مدينتهم) وفهمكم كفاية.


سيريانيوز

أنا الدمَشقي لو جرحت جسدي .... لسال منه عناقيد وتفاح
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04202 seconds with 11 queries