عرض مشاركة واحدة
قديم 12/08/2009   #1
شب و شيخ الشباب أوس المبارك
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ أوس المبارك
أوس المبارك is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
بين دمشق وحلب
مشاركات:
14

إرسال خطاب MSN إلى أوس المبارك
افتراضي حول النظرية التفكيكية لدريدا


مرحبا يا جماعة .. هي أول مشاركة إلي بالموقع .. بتمنى تنال الاهتمام، وبالطبع هيي بدها تنحفظ عالجهاز وتنقرا بغير وقت القعدة عالنت ..

جاك دريدا ، ونظرية التفكيك
بقلم : س . رافيندران
ترجمة : خالدة حامد

يعد التفكيك deconstruction أهم حركة ما بعد بنيوية في النقد الأدبي فضلاً عن كونها الحركة الأكثر إثارة للجدل أيضاً . وربما لا توجد نظرية في النقدالأدبي قد أثارت موجات من الإعجاب وخلقت حالة من النفور والامتعاض مثلمافعل التفكيك في السنوات الأخيرة . فمن ناحية نجد أن بعض أعمدة النقد ( مثلج. هيليس ميلر وبول دي مان وجيفري هارتمن وهارولد بلوم ) هم رواد التفكيك على الصعيدين النظري والتطبيقي على الرغم من تباين أسلوبهم وحماسهم ، ومنناحية أخرى نجد أن الكثير من النقاد الذين ينضوون في خانة النقد التقليدييبدون سخطهم على التفكيك الذي يعدونه سخيفاً وشريراً ومدمراً . ولم يخل أي مركز فكري في أوروبا وأمريكا من الجدل في قيمة هذه النظرية الجديدة في النقد .فهل أن التفكيك مدمر حقاً ؟ إذا كان الجواب نعم ، كيف يكون ذلك ولماذا ؟وإذا كان الجواب لا ، فلماذا هذا الرعب ؟ لا يمكن الإجابة عن هذه الأسئلةإلا بعد فهم مفاهيم التفكيك الأساسية وتقويمها ، ولعل أفضل موضع ننطلق منه لتحقيق غايتنا هو كتاب " في علم الكتابة " (2) Grammatology Of الذي يعدلسان التفكيك … العمل البارز الذي أنجزه جاك دريدا ، الفيلسوف والناقدالفرنسي .وأناأعتقد أن البحث الذي يتقصى دريدا ونظريته في التفكيك تواجهه عقبتانرئيستان ، الأولى أوجدها أسلوب دريدا نفسه المتسم بإثارة الحيرة فضلاً عنمصطلحاته ومفاهيمه ، أما الأخرى فهي سلسلة الآراء النقدية التي تعد تأويلات interpretations غير وافية أو سوء تأويلات misinterpretations محتملة ، على الرغم من الضوء الذي تسلطه على بعض المفاهيم الصعبة التيشكلها دريدا . وسأعمد إلى توثيق بعض هذه التعليقات النقدية قبل الشروعبوصف وتقويم مفاهيم التفكيك .يؤكد م. هـ. ابرامز M. H. Abrams أن أبرز جزء في نظرية دريدا هو : " 1ـأنه ينقل بحثه من اللغة إلى الكتابة ، النص المكتوب أو المطبوع ، 2ـ أنه يتصور النص بطريقة محددة غير اعتيادية " (3) . ولم يعمد أبرامز إلى تبسيط مكانة دريدا بوصفه تفكيكياً من خلال مساواته مع البنيويين الفرنسيين الآخرين حسب ، بل إنه شوهه إلى حد كبير حينما حاول تعريف بعض الكلمات الأساسية في النقد التفكيكي مثل " الكتابة " ecriture و " النص" text .

وقد بين أن الكتابة عند دريدا هي النص المطبوع أو المكتوب وأن مفهوم النصمحدد على نحو غير اعتيادي .وسأبرهنفي معرض تقييمي لدريدا وتعليقي عليه أن ما جاء به أبرامز لا يتعدى كونهحفنة من سوء التأويلات التي لم يحدثنا فيها عن ماهية التفكيك بل عن أمورلا تمت إلى التفكيك بصلة .أمانيوتن غارفر Newton Garvar فهو معلق آخر على دريدا ، إذ يؤكد أن دريداواحد من فلاسفة اللغة ، وأنه يشدد على أسبقية البلاغة على المنطق :ينضويدريدا تحت لواء الحركة التي تنظر إلى الأثر الذي تلعبه الملفوظات utterances في الخطاب الفعلي على أنه يمثل ماهية اللغة والمعنى ، والذيبسبب ذلك يعد المنطق مستنبطاً من المسوغات البلاغية (4) .وقدحظيت المحاجة التي تقول أن التفكيك حقل معرفي بلاغي ، بدعم هيليس ميلرالذي يقول : " إن التفكيك بحث في الإرث الذي يخلفه المجاز والمفهوم والسردفي أحدهما الآخر ، ولهذا السبب يعد التفكيك حقلاً معرفياً بلاغياً " (5) .

ويعتقد موراي كريغر Murray Krieger أن دريدا " بنيوي نقدي تغلب علىالبنيوية وقهرها ، وربما يكون قد أبطلها أيضاً " وأضاف إن الهجوم الذي شنهدريدا يعد " شكلاً أكثر حداثة لذلك الهجوم القديم الذي شنه أفلاطون علىالشاعر بوصفه خالق أساطير" (6) . ويؤكد فريدريك جيمسون Fredric Jemson أنفكر دريدا ينفي وهم تخطي الميتافيزيقيا والهرب من النموذج القديم لغرضتمحيص الجديد وغير المكتشف (7) .ومنالممكن أن تكون هذه التعليقات مصدر تضليل إذا عددناها بياناً أو تقويماًسليماً لنظرية دريدا ، على الرغم من فائدتها في سيرورة البحث في التفكيك ،فنحن حينما نعد دريدا مع بقية فلاسفة اللغة الذين يعتقدون أن المنطقمستنبط من البلاغة ، فإن هذا يعني سد الطريق أمام إمكان إدراك حداثةأفكاره ، كما إن مساواة دريدا بأفلاطون والتأكيد أن دريدا يكرر النزاعالقديم مع الأسطورة myth يمثل إساءة لمكانة دريدا ، والتأكيد على أن دريدالم يفعل شيئا سوى نقل الاهتمام من " الكلام " إلى "الكتابة " وبذا فإن حصرالنص في حجيرة خاصة ، لهو سوء تأويل حقاً . إذ ينبغي للمرء أن يكون حذراًعند مقاربة المصادر الثانوية الرامية إلى فهم دريدا والتفكيك . وقد انقسمالنقاد على فريقين … فهم أما يخفقون في فهم دريدا أو يسيئون تأويل أفكاره ، ولهذا السبب لا يمكن الاعتداد بالمادة الثانوية ، ولا يمكن أن نعدهاطرقاً سالكة توصل إلى عالم التفكيك ، لكن مع ذلك يوجد نقاد آخرون أمثالهارولد بلوم Harold Bloom وهيليس ميلر وبول دي مان Paul DeMan وجيفريهارتمن Jeoffrey Hartman الذين هم بقدر أصالة دريدا ، إلا أن كل واحد منهميشكل مدرسة تقريباً ونادراً ما يفسر دريدا … المعلم العظيم الأول للتفكيك .

ويعد فهم دريدا الخطوة الأولى على طريق فهم التفكيك ، ومما لا شك فيه أنالخطوة الأولى تستدعي مماحكة أفكار دريدا .يمكن القول إن النظرية التفكيكية بحاجة إلى الكثير من التحليلات الجديدةوإن أية محاولة يقوم بها أي ناقد يحاول تحليل هذه النظرية لا تحتاج إلىالتعريف بالتفكيك بالضرورة لأن مثل هذه النظرية المعقدة والشائكة تستعصيعلى التعريف . وعلى العكس من ذلك بإمكان المرء محاولة تفسير المصطلحاتالأساسية التي شكلها دريدا لتدمير النقد التقليدي وتسهيل فعل التفكيك …وهذه هي الخطوة الأولى التي سأقوم بها هنا ، وسأنوي بعد وصف المصطلحاتوتحليلها التي جاء بها دريدا الإجابة عن السؤال الذي يخص الكيفية التييتمكن بها التفكيك من إعادة توجيه النقد الأدبي ، وسأبين في المراحلالنهائية من تحليلي إن ما وصف بالسخف هو ليس كذلك وإن للتفكيك مضامينروحية .ومنالجدير بالذكر أن " الكتابة " و " الكلام " كلمتان محوريتان يمكن أن يبدأبهما فهمنا . وتتمتع هاتان الكلمتان بدلالة خاصة في المفاهيم التقليديةللغة ، إذ أن هذه المفاهيم تنص على أسبقية الكلام وأولويته على الكتابة ،وإن الكلمة المنطوقة " صوت" phone كلمة غير خارجية ولها القدرة على المحوالذاتي . كما تُعرف الكلمة المنطوقة بأنها صورة صوتية (سمعية) وظيفتها هياستحضار المفهوم الذي تمثله الصورة الصوتية . وتتلاشى الكلمة المنطوقة أوالصورة الصوتية في سيرورة استحضار المفهوم ، ولهذا السبب فإنها بوصفهادالاً تطفئ نفسها في سيرورة التدليل على المدلول الذي يكون هو الأكثرأهمية من أي شيء آخر . ولا يمكن تصور هذا المدلول إلا من خلال الصورةالصوتية التي هي الدال .

ومن الممكن أن نلاحظ هنا أن ثمة شيئا أشبهبالثالوث في هذه العلاقة : الذهن الإنساني ، الدال (الصورة الصوتية ) ،المدلول (المفهوم) .والآن ، ما المكانة التي تحتلها الكلمة المكتوبة في الفهم التقليدي للغة ؟انطلاقاً من المفهوم التقليدي للغة تعرّف الكلمة المكتوبة بأنها التمثيلالكتابي للكلمة المنطوقة : وبهذا الصدد فإنها دال الكلمة المنطوقة … وهكذافإن " الكلمة المكتوبة هي دال الدال وتعد ثانوية بالنسبة إلى الكلمةالمنطوقة " ولا يمكن أن تقوم الكلمة المكتوبة بأي شيء عدا تمثيل الكلمةالمنطوقة في حين أن الكلمة المنطوقة هي الدال . فإذا أردت أنا استحضارمفهوم " زهرة " ينبغي لي عندئذ أن أنطق صوت " زهرة " (زَهْرَ ة) ، والدالهو هذه الصورة الصوتية أو الصورة السمعية . لكني حينما أكتب كلمة " زهرة "فما عليّ سوى تمثيل الصورة الصوتية من خلال بنية كتابية graphic structure . ولا ترتبط هذه الصورة الكتابية بأية صلة بالمفهوم ، بل أن الصورةالكتابية لا تستطيع تمثيل المفهوم لأنها بنية مرئية للصورة الصوتية غيرالمرئية حسب ، أنها شيء أشبه بالطيف . وهي ثانوية بالنسبة إلى الصورةالصوتية ومن الممكن إهمالها ، بل لا بد من إهمالها .وتنبغيالإشارة هنا إلى أن الحجج التقليدية التي نسبت مكانة ثانوية إلى الكلمةالمكتوبة ومكانة رئيسة للكلمة المنطوقة هي حجج ميتافيزيقية ولاهوتية ([IMG]file:///C:/Users/THEPOE%7E1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] . وكتب دريدا في تعليقه على الأساس الميتافيزيقي الذي يرتكز عليه مفهوم الكلمة المنطوقة قائلاً :

…. إن فهم الله هو الاسم الآخر للوغوس logos بوصفه حضوراً ذاتياً . ومنالممكن أن يكون غير متناه وحاضرٍ ذاتياً ، كما يمكن توليده من خلال الصوتبوصفه صفة ذاتية . إنه ترتيب الدال الذي يمكن للذات من خلاله أن تستعير منخارج ذاتها الدال الذي تبعثه وتؤثر فيه في الوقت نفسه . وكذا الحال معتجربة الصوت ، إذ تحيا هذه التجربة وتعلن عن نفسها بوصفها إقصاءً للكتابة ، بمعنى آخر إقصاءً للدال " الخارجي " ، " المحسوس " ، " المكاني " الذييعيق الحضور الذاتي (9) .ويؤكددريدا أن مفهومي الكلام والكتابة التقليديين " يحيلان إلى خارج المعنى" (10) logocentric ، وهذا مصطلح مهم آخر يستعمله دريدا ليعني به ما هو متجهميتافيزيقياً أو ما هو متجه لاهوتياً (11) . ولكي أكون أكثر دقة أود أنأوضح أن مفهومي الكلام والكتابة قد شكلتهما واشترطتهما وتحكمت بهماالميتافيزيقا . والحق إن هذا " التمركز حول اللوغوس " هو " تمركز حولالصوت " phonocentrism .. ذلك الاعتقاد الذي يرى أن الصوت يقارب الواقعالمتعالي (12) transcendental . ونجد في نظرية دريدا أن التمركز حولاللوغوس والتمركز حول الصوت هما مصطلحان مختلفان يمثلان ظاهرة واحدة :النشوء الميتافيزيقي metaphysical genesis لمفهوم الكلام والفهم .

ويركزالتمركز حول اللوغوس والتمركز حول الصوت على الصوت لأن هذين المفهومينيتولدان من الاعتقاد القائل أن الصوت يتوسط بين العقل الإنساني والواقعالمتعالي . ويمكن القول أن هذه الحجة مقاربة للمفهوم الهندي لسلطة الـ mantras . الذي يمكن تعريفه " بأنه صوت أو سلسلة من الأصوات . ونحن نعتقدأن للصوت سلطة لأننا نرى أن بإمكانه إثارة السلطة المتعالية ؛ إذ تعزىالأهمية إلى نبرة الكلمات التي ننطقها … فكيف يمكن لصوت كلمة معينة نطلقعليها اسم " mantra" أن يكون متمتعاً بالسلطة ؟ إنه يتمتع بهذه الميزةلأننا نرى أن الصوت يعمل وسيطا بين اللوغوس والسلطة المتعالية . وأنا لاأسعى هنا إلى تأكيد أن المفهوم الغربي التقليدي الخاص بالتمركز حولاللوغوس ، التمركز حول الصوت هو المفهوم نفسه الخاص بـ mantra لكني أؤكد وجود أوجه تشابه .

بيديكِ يختبئ انتظاري ..
مرَّ وعدُ الأرض من شفتيكِ
والجسر اعتلانا
واعترتـْـنا الذكريات

آخر تعديل sandra يوم 14/09/2009 في 17:46.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07029 seconds with 11 queries