الحياة
11-02-2009
«لو كان الفقر رجلاً لقتلته»
مقولة عظيمة لرجل عظيم أصبحت زاداً للفقراء في حياتهم يرددونها وهم في أصعب الحالات.
محــــمد الماغوط من هؤلاء الذين يؤمنون بها ايماناً كاملاً، في الكتاب الجديد الذي صدر عن (دار المدى - دمشق) «محمد الماغوط... رسائل الجوع والخوف»، تأليف عيسى الماغوط (شقيق محمد الماغوط) وهو في سياق كتب السيرة والمذكرات، جوع، خوف، حرمان، عوز، فقر، تشرد في الأزقة والحارات وغيرها من مشاكل الحياة اليومية، موضوعات الكتاب الذي يصور حجم المعاناة التي واجهها محمد الماغوط في حياته وانعكس في شكل إيجابي على شعره وتمرده وعشقه للحياة، ووسط كل هـــــذه المعاناة هناك فسحة مضيئة وبصيص أمل يمنّي به النفس ويواسيها بمستقبل مشرق وغد أفضل تارة وبالذكريات الجميلة تارة أخرى.
يتناول الكتاب مذكرات الكاتب وأخيه الشاعر في بلدته «السلمية» في محافظ حماه في سورية، وكفاحهما في الحياة الصعبة التي عاشاها بمعاناة كبيرة، حيث عاشا في البداية طفولة جميلة فرحَين بالمأكل والملبس والدفء، ثم ما لبثا أن وقعا في مأزق كبير من الفقر والعوز.
هذه هي مفارقات الحياة التي تدور مثل العجلة. في هذه الظروف القاسية ينشأ محمد الماغوط منذ صغره ثائراً، رافضاً وضعه المأسوي، محباً للحياة، متمرداً، يحب ألاّ يحبس الكلمة مثل البدوي، وألاّ يسجن في بيت تحدّه جدرانه فهو يعتبر الأرض كلها موطنه والصحراء كلها بيته.