الموضوع: نفحة ساكنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 26/11/2009   #8
شب و شيخ الشباب SelavI
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ SelavI
SelavI is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
ما زلت اتسأل عنه
مشاركات:
946

افتراضي





تعال الى اصابعي ,, هيا لا تخف !

تسلل الى جسدي كما كنت تفعل دائما

تسلل ايها الغير مرأي ابدا

تعال نرقص في حرف الدهشة ونشكل اصابعنا بازهار الماضي الطرية الارجوانية الذابلة
وعلى شرفة النافذة ازرع اناملي, انفيَ وعليا شفتي كما يفعل عازف البيانو الذي اسكر النغمَ ليلهُ
فاسمع بداخل الرخام البارد طرقات شبح وديع,,,, طبعا ليس بكاسبر

اسمع نصف انسان قديم قابع هنا في الداخل لتتطاير خصلات شعري بشكل مفاجئ من فعل زفيري الانفي الذي اتخذ شكل زفرة انف حصان دبت فيه الحياة
فقلت في نفسي, ترى ,, ترى كم اكلت مني هذه النافذة وتغذت على اغصان الشروق فيا انا
كم تغذت على الوان ممزوجة مطحونحة بصخر صلاة الجنون
وكم تعرقلت بضوءالقمر ِ صديقي الوفي حتى اني اذكر باحدى طقوسي المجنونة اني لم اكن اجرؤ على العبور من امامه وكانه ضوء من رعد وعصف وكأن به طهارة من ماء الشهد
ذاك الضوء كان فقط,, فقط ليمشط رموش عيناي ويشبع ظلام قلبي َ شذنهُ

ايتها النافذة الطينية كم بزرة من لعابي نضجت على شرفتك . . .

حين انهض اتذكر الكثيرين, وبتنهيدة مني تكون الورود المكبسة في مزهرية زجاجية امامي (اتذكرين)
تكون قد اخفت جذورها الملساء من على خشب الطاولة البيضاء خجلا وحياء من مني

ومن ساعات ليست بعديدة كنت قد انتهيت من تعليق الستارة الحريرية الزهرية التي تركت لقلبي حرية التحكم بدرجة ازهرار اللون بها ,,وعلقتها

امامي يكون سرير الذاكرة وهاتف حديث الطراز اعتدات عليه اذني
واشياء تظهر بشاشة بيضاء شكلت يوما كل العوالمِ
لو كان بمقدوري النظر باعين الذين حدثتهم, هؤلك الكثيرين لاحترقت ابراج الكهرباء جميعها
ولكانت عيناي طلتْ اعينهم بلون مجهضٍ للثبوت
ولكانت لكنة الشرارة الذئبية اخترقت كالرصاصة ايديهم الجافة
لكانت ابتسامتي البسيطة الهادئة احتفت اجسادهم وسرت القشعريرة بها

مازلت اقف امام سرير الذكريات وورائي النافذة.. هذا المكان الذي تصوره اعيني لي,, اتخيل لو اني لحظة احوله لمربعات انقلها بايدي واركلها بارجلي لاصنع منها جنون مخيلتي.


تعال نرقص في صحن الوجبة الليلية المعتادة
المرتبة باناقة

قد ضاعت اجزائي خلف مكان ما وخلف ..,, ظلها! الذي لم يبعث فيا حياة الجنون الذي تمنيته يوما مهما لقنته الدرسَ ووازنت له الاوتار في قلبي اجمعها

قماش جلدي الباهت الطاعن في السن, تلك الطبقة التي تواجدت مؤقتا فوق سطح جلدي باتت تشبه جلد الفيل او وحيد القرن كما رسمتها الفنانة سارة شمة
بدات تتساقط دون ان اشعر ,, وانا في اخدود نوميَ العميق مشتغرقٌ.

عندما اشعل سجائري الان اتسائل دائما لما بت انسى الشعلة في يدي وعينايا في شيئا ما زائغة
فحتى تصل الاشارة الحسية وتنتعض في دماغي تكون اصبعي قد احترقت
قالوا لي ذات مرة ان جلوسك الدائم ذلك التقوس الفلسفي بالنسبة الي يسبب مشاكل مزمنة والام في الكوعَ ويعيق انتشار الدم بها

لكني نسيت ان اشرح لهم يومها لاني مفرداتهم كانت صحيحة جدا,, فتلك الفلسفة فتاكة جدا وذلك التفكير المكثف لربما لعنة
نسيت ان اشرح لهم اني جلست في بطن امي تسعة اشهر على هذه الشاكلة
كانت امي توبخني عندما استعد لاستقبال الطعام, فمن يومها لم اكن المُ باداب المائدة
ومع ان العالم في داخلها كان ضيقا صغيرا واحمرا زهريا الى ان رائحة الحب داعبتني كدلفين مرح اعتزل الماء واحترف القفزَ في الهواء

نسيت ان اشرح لهم ان منذ ُ امسك والدي سيجارته الفخمة بتلك الاصابع الكلاسيكية الرائعة وتلك الاظفر المعقوفة اتذكرها,,, وذلك والاسلوب الانيق
واقترب من مترعي داخل بطن امي بشاربيه المثيرين للرهبة
وبعطره الممزوج بمطر نوفمبر ولعنة السفر,, تسللن الي اضلعي العدوة والتحمت منذ ذلك اليوم ارجلي كل فوق الاخرى بخباثه

كنت قد قرأت كتابا مؤخرا لرجل باهر التامل حصلت عليه من صديقة بلون الزهر
وبابسط المفردات فسرَ ذلك المجنون اعقد شيئ احاول ان افهمه

فارسل ببضع كلمات بسيطة للكثيرين يقول لهم, انتم من لا تملكون العمق لا تبحثوا عنه.. فهو لا يناسبكم !

اتركوا البحث عنه
والا ستكون النهاية وخيمة
وخيمة فعلا

لا تبحثوا عنه ابدا . . .







قفلت الصناديق
ودهنت المرايا بالشمع المقطر
سكبت يداي على الجمر كالهِ ماء وامرت بالخمود فكانَ

سطرت قميصي رقعت عيوني المنتشرة في انحاء وجعي
ربطت سمائي وترشقت شفة ماء هامدة ومشيت

سكنت حذائي كله ومشيت به كقدمين دونما تكملة وبت ازحف بعبائة تكتسب لونا جديدا كل يوم من عطر المطر, ثلج الكهلة وزيت اوراق الشجر

دققت الذكريات على حائط الضائع والوقت الذي لا يلبسه بديل

وفتحت دفترا انتلشت منه الدموع المجمدة وعلقتها على الحائط

خطيت رسما بيانيا لكم درجة نزلت حينها وتاسفت مع سجائري

وتطلعت بي النوافذ سعيدة بعودتي

كان الاهم ان اجلب الفلمَ الغماض الداكن واعيده الى الوراء جدا لاقص الجزء الذي اصبحته واصل الماضي بهذه اللحظة فحسب

من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05959 seconds with 11 queries